في الوطن القارّة، أو في القارّة السعودية، صارت المناسبات الدورية، والاحتفالات بمناسبة تعود، ومناسبة لا تعود، والمهرجانات؛ تشكّل ممارسةً رسمية وشعبية، حتى إنّ الثقافة الاحتفالية باتت سمةً ظاهرة لبعض المناطق والمدن، بوصفها عناصر جذب وتسويق، أو بوصفها ترفيهاً وكسراً لأسوار الرتابة.
وفي كل مناسبة يتردد سؤال: هل هذا الحفل منقول؟
الإجابة الغالبة: لا.
والأقل: مُسجل، وسيعرض لاحقاً بعد اختصار مدته إلى نصف ساعة.
والنادرة: نعم.
والسؤال الذي يخرج من رحم الإجابات السابقة: أليس من الممكن أن تكون الإجابة الغالبة: نعم.
يمكن أن تكون الإجابة الغالبة: نعم، في حال استحدثنا قناة فضائية رسميّة تختص بنقل وتسجيل المناسبات والاحتفالات والمهرجانات من وفي كل أرجاء الوطن.
دعونا نحاول أن نحصي القليل مما نعلم من المناسبات من خلال الأسئلة فقط، ولكم الإجابات:
- كم مناسبة تخريج في جامعاتنا وكلياتنا الجامعية؟
- كم عدد الاحتفالات والمهرجانات الموسمية في بلادنا؟ وما عدد الاحتفالات التي تأتي في ثنايا هذه الاحتفالات؟
- كم جائزة ثقافية وفنية في أنحائنا؟
- كم ندوة تقام على مدار العام؟
- كم عدد العروض الفنية والشعبية و"الأوبريتات"، التي تقام خلال هذه الاحتفالات؟
- هل يحدث أن تتصفح الصحف المحلية دون أن تقرأ: "يرعى.. يدشن.. يُقام.. يحتفل.. إلخ"؟
- وأخيرا: ما نسبة المناسبات التي تُنقل تلفزيونياً إلى ما لا ينقل؟
ليس من المنطقي أن نطالب قنواتنا التلفزيونية بهدم هياكلها البرامجية من أجل نقل أو عرض هذه المناسبة أو تلك، لأن نقل المناسبات لا يكون إلا على حساب برامج ثابتة، تحقق أهداف القناة التلفزيونية، مما يربك الهيكل البرامجي، ويتسبب في تغيير مسار القناة، وضياع هويتها.
أجزم بأن أكثر الضغط الاجتماعي الذي يتعرض له المشرفون على القنوات السعودية، ومديرو التنسيق فيها، ناجم عن طلبات نقل المناسبات أو عرضها.
وأجزم بأن أحداً لا ينظم احتفالاً جيداً، إلا وهو يطمح إلى نقله تلفزيونياً، وقد يجمع الواسطات إلى الواسطات من أجل تحقيق ذلك.
والحل..
الحل، يسيرٌ جدا؛ وهو استحداث قناة تلفزيونية رسمية للمناسبات، كلّ المناسبات، فالفضاء واسع، والوطن كبير، والمناسبات على مدار الوطن لا تتوقف ساعة، والإمكانات متوافرة.