تميز عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالعديد من الإصلاحات والمنجزات التي جعلت المملكة العربية السعودية تتبوأ مراتب متقدمة بين دول العالم.
جاء ذلك في مقال كتبته لوسيل فان ديرسلك في صحيفة لفيغارو الفرنسية بمناسبة مرور خمسة أعوام على تولي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله مقاليد الحكم ، وقالت " إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز وضع المملكة من خلال الخطوات التي اتخذها على طريق الإصلاح ".
وأشارت إلى أن العلاقة بين الحاكم والشعب في المملكة ثابتة ومستقرة بسبب احتفاظ العائلة المالكة بمكانتها الرفيعة على الصعيدين الداخلي والخارجي انطلاقاً من مبدأ الإجماع في الرأي. ومما لا شك فيه أن السعي الدائم للأسرة الحاكمة لتحقيق التوازن المطلوب يفسر إلى حد كبير استقرار وثبات هذه العلاقة.
واستعرضت الكاتبة عدداً من المنجزات التي شهدها عهد خادم الحرمين، وقالت " نجد على صعيد الجبهة الاقتصادية أن المملكة ظلت في أوج قوتها أثناء الأزمة العالمية التي تضرر منها كثير من الدول، ولم يكن ذلك نتيجة لحدث عرضي إذ نجد أن البنوك السعودية لم يكن لديها استثمارات سامة في حقائبها المالية من سندات وأوراق تجارية بل إنها اتسمت كعادتها منذ عشرات السنين بالحذر في إدارتها لاحتياطاتها المالية الخارجية والتي مكنت البلاد أيضاً من السير قدماً في ميدان النمو الاقتصادي. كما أن المملكة استطاعت تطوير معظم قوانينها وإجراءاتها ووضعها في مكانها الصحيح وسط تصاعد الأزمة ونجحت في تحفيز وتنمية اقتصادها.
ولقد دشن الملك عبدالله وسط اشتداد الأزمة المالية العالمية برنامج الإنفاق العام الذي زاد على 400 مليار دولار تم تسخيره في الاستثمار في مشاريع عملاقة في المواصلات والنقل العام كما دشن مدناً اقتصادية جديدة في الوقت الذي استمر في الإصلاحات الاقتصادية. ونتيجة لذلك تتبوأ المملكة الآن المرتبة الثالثة عشر في تقرير البنك الدولي بشأن أفضل الشركات العالمية في " سهولة أداء الأعمال التجارية " . كما ورد في فهرس قوانين الأعمال التجارية. وتحتل المملكة المرتبة الثامنة لأكثر الدول العالمية جاذبية بالنسبة للاستثمارات الأجنبية. إذ اتسع باب المملكة أمام الشركات الأجنبية بشكل كبير بانضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية في ديسمبر عام 2005م.
وأضافت لوسيل ديرسلك أن خادم الحرمين افتتح في سبتمبر من العام الماضي جامعة جديدة وممتازة هي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية مزودة بأحدث المعدات والأجهزة وبشراكات وطيدة مع العديد من الجامعات الرائدة في أرجاء العالم ، وتهدف هذه الجامعة إلى رفع مستوى المملكة العربية السعودية إلى مصاف الدول المتقدمة في ميدان البحث.
وتطرقت الكاتبة لإنجازات الملك عبد الله على الصعيد الخارجي وقالت "من منا لا يتذكر ما أحرزه من تقدم عام 2002م بطرحه لما عرف عالمياً بـ "مبادرة السلام" والتي تظل حتى الآن مفتاح العالم العربي نحو تحقيق السلام في المنطقة ، كذلك من منجزاته أيضاً أخذه بزمام المبادرة في موضوع الحوار بين أتباع الأديان والتوسط لإحلال الأمن والاستقرار في لبنان وتنظيم حوار وطني داخلي".
ورأت أن جميع هذه المبادرات وغيرها تدل على أن خادم الحرمين يتمتع بالحيوية والنشاط على العديد من الجبهات ، لافتة الانتباه إلى أن موافقته التي عبر عنها بالمعرض الذي أقيم بمتحف اللوفر للقطع الأثرية لحقبة ما قبل الإسلام "مسالك ومنجزات شبه الجزيرة العربية" يدل أيضاً على أن المملكة أصبحت منفتحة على العالم الخارجي.
واختتمت الكاتبة الفرنسية مقالها بأن خادم الحرمين وبعد خمس سنوات من تسلمه لمقاليد الحكم لم يعتمد أسلوب الفرقعة والصدمات الفكرية والاجتماعية بل وضع المملكة من خلال الخطوات التي اتخذها على طريق الإصلاح حيث يوافق معظم السعوديون وبمحض إرادتهم على القول بأن الأشياء تسير في الاتجاه الصحيح، وأما بالنسبة لنا فقد حان الوقت لمد جسور وإقامة علاقة مبنية على الثقة والتعاون المفيد لكلا الطرفين.