لف العنف العراق أمس مخلفا مئات القتلى والجرحى، فيما راوحت عملية تشكيل الحكومة مكانها وسط تشنجات الأطراف المعنية وتمسكها بمكتسبات شخصية على حساب مصلحة الوطن.
فبعد التفجيرات التي شهدتها مدينة البصرة مساء أول من أمس، ضرب العنف أمس مدن الرمادي والفلوجة والموصل، حيث سقط المزيد من الضحايا بين قتيل وجريح، فيما نجا محافظ نينوى من عملية تفجيرية.
ففي الرمادي قتل ستة أشخاص بينهم امرأتان وطفل وأصيب 29 آخرون بتفجير انتحاري بسيارة مفخخة الأحد وسط المدينة، في محافظة الأنبار.
وشهدت مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) ثاني أكبر مدينة في الأنبار أمس، انفجاري سيارتين مفخختين، الأولى قرب جامع التوفيق بمنطقة الجغيفي وسط الفلوجة، مما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وجرح ثمانية آخرين، فيما انفجرت سيارة ثانية كان يقودها انتحاري عند الحادية عشرة من صباح أمس في ناحية الصقلاوية شمال الفلوجة، مما أسفرت عن مقتل شخص وجرح ستة آخرين.
وفي الموصل، قتل ستة أشخاص بينهم ضابط عراقي كبير وجرح 10 آخرون ، فيما نجا محافظ نينوى من محاولة اغتيال في ثلاثة حوادث منفصلة في ضواحي مدينة الموصل (40 كلم شمال بغداد).
وشهدت مدينة البصرة أعمالا إرهابية رافقت انفجار مولد كهربائي الليلة قبل الماضية في المدينة (550 كلم جنوب بغداد) أدت إلى وقوع 45 قتيلا و185 جريحا.
في هذه الأثناء، وصل رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي أمس إلى إقليم كردستان للقاء رئيس الإقليم مسعود البارزاني وبحث تشكيل الحكومة، فيما وصل وفد ائتلاف الكتل الكردستانية إلى بغداد لاستئناف مفاوضاته مع دولة القانون والعراقية والائتلاف الوطني لطرح مبادرته لتحقيق التقارب بين الكتل النيابية، وتوحيد مواقفها بعد عرض المباردة الكردية المتضمنة 16 نقطة، تتمحور حول سبل حسم الخلاف على رئاسة الوزراء واستحداث مجلس سياسي لإدارة الدولة في المرحلة المقبلة. ووصف أعضاء في الائتلاف الوطني زيارة المالكي لإقليم كردستان بأنها تأتي في إطار إمكانية تنفيذ المقترحات الأمريكية مع البارزاني، والداعية إلى تشكيل تحالف بين الكرد والعراقية ودولة القانون.
وفي أول رد فعل على الزيارة استبعد القيادي في القائمة العراقية النائب السابق صالح المطلك إمكانية إقامة مثل هذا التحالف، محملا التحالف الوطني مسؤولية تراجع العملية السياسية لوقوفه ضد قائمته في تشكيل الحكومة.
وقال النائب عن ائتلاف الكتل الكردستانية حسن السعدون إن مبادرة ائتلافه تهدف إلى تشكيل حكومة قوية، وتتعلق بالأمور التنظيمية لضمان تقدم المفاوضات.
من جانبه أشار عضو دولة القانون عدنان السراج إلى أن المبادرة الكردية "تتضمن تقاسم السلطة السياسية، وهناك جملة مقترحات لم يفصح عنها التحالف الكردستاني، من أبرزها مطالباته بالحصول على مناصب سيادية وحسم الخلاف بين بغداد وأربيل، فضلا عن قضايا أخرى تخص إدارة الدولة في المرحلة المقبلة ".
وبدوره قلل عضو كتلة الأحرار الممثلة للتيار الصدري في الائتلاف الوطني نصار الربيعي من أهمية الزيارة، لأنها تأتي في إطار الضغط الأمريكي لتشكيل الحكومة المرفوض من قبل معظم الكتل النيابية.