ستظل قرية المجازة الحدودية (18 كلم جنوب محافظة ظهران الجنوب) شاهدة على إيمان وشجاعة وإخلاص شهداء الواجب من منسوبي حرس الحدود الملازم محمد القحطاني، والجندي حسين الزبادين اليامي، والجندي المصاب يعن الله سلام الحسني الذين جابهوا عصابات الإجرام في معركة غير متكافئة لا يقدم عليها سوى هؤلاء الأبطال الذين أحبطوا من خلالها مخططاتهم الفاسدة لتهريب مواد مخدرة تزيد على 500 كجم ضبطت محملة على 8 حمير، فيما فر أفراد العصابة وعددهم يتجاوز 15 مجرما إلى داخل الحدود اليمنية. ربما كان قدر قرية المجازة والقرى الحدودية الأخرى الممتدة على طول الشريط الحدودي التابع لمنطقة عسير (100 كم) كقرى الحاجر والمسيال ومراكز علب والربوعة تعرضها بين الفينة والأخرى لمحاولات العصابات الإجرامية في إدخال المهربات إلى داخل أراضي المملكة. خلال جولة لـ"الوطن" في قرية المجازة أمس أكد أحد قاطنيها ويدعى مهدي مبارك آل صالح أن قاطني قرية المجازة والبالغ عددهم أكثر من 2000 نسمة يعدون خط الدفاع الأول ضد عصابات التهريب. وقال: بفضل الله تم إحباط الكثير من عملياتهم بتعاون أهالي القرية المخلصين مع رجال الأمن.

وقال آل صالح: إن قرية المجازة تنعم بجميع الخدمات من كهرباء وتعليم لمختلف المراحل الدراسية للبنين والبنات عدا المرحلة الثانوية، ويوجد بها مركز صحي وحلقات لتحفيظ القرآن الكريم. وأضاف: أن قاطني القرية يعانون من نقص الخدمات البلدية، فلا توجد بها مشاريع سفلتة ولا إنارة ولا أرصفة، إضافة إلى توقف مشروع فتح الطريق الرئيسي التابع لوزارة النقل منذ عشرة أعوام لأسباب مجهولة وتوقف مشروع سد القرية. وأوضح آل صالح أن قرية المجازة تعد المصدر الرئيسي الذي يمد مدينة ظهران الجنوب بالمياه الصالحة للشرب لاسيما وأنها تقع فوق خزان صخري من المياه الجوفية.

وحول أنشطة أهالي القرية، أكد آل صالح أنهم يعتمدون في معيشتهم على مهنتي الزراعة والرعي، كما أن عددا كبيرا من شباب القرية ملتحقون بوظائف حكومية وآخرون واصلوا دراساتهم العليا في عدد من الجامعات السعودية.

وقبل مغادرتنا القرية، أكد لنا أحد الأطفال الملتحقين بحلقة تحفيظ القرآن الكريم بجامع المجازة ويدعى عبدالله ملفي (10 سنوات) أنه يحفظ 12 جزءا من القرآن الكريم وأن أمنيته أن يصبح رجل أمن ليدافع عن الوطن الحبيب ضد أعدائه الحاقدين.