دشن رئيس الاتحاد الدولي للتصوير أول من أمس موقع نادي فوتوجرافيي الشرق الأوسط للتصوير وذلك ضمن فعاليات الجلسة الختامية لأعمال مؤتمر الاتحاد الدولي للتصوير 30 في مدينة هانوي عاصمة فيتنام، وأعلن انطلاقة فعاليات النادي في حضور تجاوز 270 مصورا ومصورة من أكثر من 50 دولة حول العالم وبحضور دول العالم العربي والإسلامي ومنها (باكستان – إندونيسيا - ماليزيا - وبقية دول الخليج).

وتبودلت خلال المناسبة الهدايا التذكارية لأعضاء مجلس إدارة الاتحاد الدولي من قبل رئيس النادي يونس السليمان وبمشاركة عيسى عنقاوي.

ويونس بن محمد السليمان من مواليد 1395 من المصورين الشباب القلائل الذين تخصصوا في دراسة التصوير، فهو يحمل دبلوما في التصوير الفوتوجرافي والتحق بعدد من الدورات التدريبية على معامل المونتاج والتحميض والطباعة. وعضو فخري لبيت الفوتوجرافيين السعودي والاتحاد الدولي للتصوير (الفياب) ومجموعة أصدقاء الضوء وهو عضو مؤسس في جمعية الشمال للتصوير، ومدرب تصوير لدى وكالة الأنباء السعودية (واس). قام بتدريب الموهوبين والمصورين في الرياض وجدة والدمام ونجران. وتدريب مصوري المديرية العامة للدفاع المدني. أقام ستة معارض دولية وحصل على جائزة أفضل صورة مؤثرة عن الإرهاب 2004 بألمانيا. وعلى تقدير عالمي بلقب "سفير الشعب السعودي للسلام" الذي تقيمه جامعة هامبورج بألمانيا قسم الحضارة العربية والإسلامية 2005.

شارك السليمان في تصوير العديد من المناسبات الثقافية، ومن أبرزها دورات معرض الرياض الدولي للكتاب، ويفكر حاليا في إصدار صور تلك المناسبات الثقافية في كتاب. واستفاد من واقع كونه مصورا متعاونا مع وكالة الأنباء السعودية، وموظف تصوير في المديرية العامة للجوازات.

روى السليمان لـ "الوطن" قصة بداياته قائلا: ربما لنشأتي الشمالية التأثير الأكبر في موهبتي حيث إنني من محافظة العلا التي منحتني هذا التنوع الرؤيوي للمشهد بآثارها وسكينتها ووقارها الذي يحفزك على اكتشاف ماوراءه من سر تاريخي، ومنذ عشر سنوات حملت العدسة محاولا التوفيق بين اهتماماتي الأدبية والفوتوجرافية.

السليمان يصنف نفسه قارئا جيدا، للشعر بشكل خاص ولغيره بشكل عام.

ومن واقع خبرة يرى السليمان أن للمجتمع السعودي بشكل عام موقف من العدسة فهو يخشى من الكاميرا وهي تراكمات عادات وتقاليد وتربية وتنشئة محافظة.

وفي رأي السليمان أنه كي يكتسب المصور الثقة ينبغي أن يقدر المسؤولية. وأما من جانب الحرفية فينبغي للمصور الصحفي أن يكون راصدا للحدث بدقة، مدركا لجميع تبعاته، متابعا ما قبله، يتمتع بسرعة البديهة وتكون أدواته من حوله جاهزة لأن الحدث جزء من الثانية.

والفرق بين المصور وبين الصحفي من وجهة نظر السليمان يتجسد في مقولة: أعطني صورة أعطك خبرا، مؤكدا على أهمية تواجد المصور بمعية الصحفي طوال المناسبة ليرصدها: (ينبغي للمصور الصحفي أن يكون متواجدا طوال المناسبة لأنه لايعلم الغيب ولاعلم لديه بواقع الحدث إلا حينما يقع، ومن يصور في وقت قصير ويخرج من المناسبة التي كلف بتصويرها هو مجرد موثق لا أكثر مثل تصوير قص الشريط لأنه لا أحد يعلم أين يكمن الحدث ومتى؟.

لا مناسبة بعينها يشعر السليمان بالسعادة حين يذهب لتصويرها فهو برفقة عدسته سعيد. ولكنه قد يقفز، يضحك، ينتشي عندما يصور لقطة مميزة لا يجدها إلا عنده فهذا يعني له الشيء الكثير ولذلك أينما حل السليمان وجدت معه عدسته.

الصور البانورامية عند السليمان تعني الرؤية الشاملة للمشهد وتمثل أمام المصور مشهدا متكاملا حيث تشكل 180 درجة.

ويتابع: انسجمت مرة وأنا أصور من برج الملك عبدالعزيز عاليا مشهدا للمصلين وهم يرفعون أياديهم، كان المشهد روحانيا حيث تحتضن العدسة لقطة لأكثر من مليوني روح وهو مشهد لا تنساه ذاكرتي.

لكن أكثر المشاهد العالقة في ذاكرة السليمان في معرض الرياض 2010 مثقف سلم على الدكتور عبدالعزيز السبيل وبكى، وهو موقف مؤثر حتى إن السليمان تناسى عدسته وغاص في أعماق المشهد والشعور الصادق وهو يتجسد أمام ناظره في دمعة محب لا ترجو من ورائها غاية.

ولأول مرة يلحظ السليمان مسؤولا من رجالات الدولة يخرج من وزارة الثقافة بهذا القدر من المحبة، مثمنا هذا بالكنز الذي رصده الدكتور عبدالعزيز السبيل خاصة أن المثقفين قلما ينالون القبول من الرأي العام.