لاشك أن هناك متضررين كثرا من اتفاق فتح وحماس على إنهاء الخلاف وإرساء المصالحة الوطنية، والانتقال من مرحلة القتال والاقتتال إلى مرحلة السعي إلى ما يمكنه أن يخدم القضية الفلسطينية ويخرج هذا الشعب المظلوم من عنق الزجاجة إلى رحاب قد تكون أوسع.
وبغض النظر عن الأطراف الإسرائيلية التي سارعت بالأمس إلى معاقبة الفلسطينيين على خطوتهم بوقف ما تستحقه السلطة من أموال الضرائب، وهي أموال شرعية للشعب الفلسطيني، تصاعدت الدعوات التي من شأنها أن تعيد احتلال الضفة الغربية من جديد، وهي محتلة فعلا بوجود الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.
ولكن الأغرب من كل هذه المواقف، ما صدر عن الولايات المتحدة التي كان من المفترض أن تكون مسرورة لتوحيد الفلسطينيين، خدمة لمشروعها التسووي في المنطقة، عبر قيام الدولتين، حيث اعتبرت الاتفاق نكسة لسياستها، ولجما لما كان سيقدمه رئيسها في خطابه الموعود حول الشرق الأوسط.
استجاب أبو مازن ومثله خالد مشعل إلى شعار ورغبة الشعب الفلسطيني الذي رُفع في كل من رام الله وغزة بأن "الشعب يريد إنهاء الانقسام" عبر اتفاق القاهرة الذي سيوقع الأربعاء المقبل، حتى لا يصل الأمر إلى أن "الشعب يريد إسقاط النظام"، انطلاقا من الفرضية القائلة "ما حك جلدك مثل ظفرك" حتى ولو كره الإسرائيليون.