رفضت القائمة العراقية التدخلات الأجنبية في تشكيل الحكومة العراقية، أمريكية كانت أو إيرانية، فيما يبدأ وفد من التحالف الكردي محاولة لتقريب وجهات النظر بين الكتل المتنافسة لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، فيما قال رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي إنه "جزء من المشكلة"، لكنه تحدى في الوقت ذاته حلفاءه وخصومه السياسيين على السواء في إيجاد مرشح آخر بديل أفضل منه لرئاسة الحكومة.
وقال المالكي "نعم نحن كشخص وككتلة جزء من المشكلة لأننا نمتلك القناعة والتصور ونريد النجاح. ولا يمكن لنا وتحت الضغط الذي يروج له الإعلام أن نتخلى عن مسؤوليتنا. قناعتنا ينبغي أن تحترم كما تحترم قناعة الآخرين". وأضاف "أنا لم أصنع المشكلة. أنا أريد أن أحل المشكلة".
في هذه الأثناء أظهر استطلاع للرأي أن غالبية العراقيين يعتقدون أن إيران تشكل العقبة الأكبر في تأخير تشكيل الحكومة.
وقال المتحدث الرسمي باسم "قائمة تجديد" المنضوية ضمن العراقية شاكر كتاب لـ"الوطن" إن"الوفد الكردي سوف يصل إلى بغداد قريبا، وما يحمله من مقترحات أمريكية كما ورد عبر الإعلام لن يكون خاضعا للتفاوض ولاسيما من قبل القائمة العراقية التي شددت على رفضها التدخل الدولي في مفاوضات تشكيل الحكومة ويؤيد موقفنا الائتلاف الوطني".
وفيما أعلن النائب عن القائمة العراقية حسن العلوي صعوبة التوصل إلى اتفاق على اختيار علاوي لرئاسة الحكومة بسبب اعتراض إيران والقوى الشيعية، انتقد المستشار الإعلامي للقائمة هاني إبراهيم عاشور موقف إيران تجاه تشكيل الحكومة، واتهمها بعرقلة تولي علاوي المنصب. وقال لـ"الوطن" إن "ايران ليست على مسافة واحدة من جميع الكتل النيابية كما تدعي، ومواقفها تجاه العراقية واضحة برفضها تولي إياد علاوي منصب رئيس الحكومة، على الرغم من أنه صاحب القائمة الفائزة بالانتخابات"، معربا عن اعتقاده باتساع التدخل الإيراني بعد انسحاب القوات الأمريكية القتالية من العراقي نهاية الشهر الحالي.
من جانبه دعا عضو ائتلاف الكتل الكردستانية النائب سامي شورش الأطراف المعنية بتشكيل الحكومة إلى بلورة توافق وطني لإنقاذ البلاد من أزمتها السياسية. وقال "نسعى للخروج بتوافق وطني حول تشكيل حكومة شراكة، فالأزمة مستفحلة، واستمرار الوضع الحالي سيلحق أضرارا كبيرة بحالة الاستقرار ووحدة الدولة العراقية"، مؤكدا حرص ائتلافه على تجاوز العقبات التي تعرقل تشكيل الحكومة عبر اعتماد الحوار الصريح مع الأطراف الأخرى.
وأوضح أن مهمة الوفد المفاوض، تتعلق بتحقيق تقارب المواقف ووجهات النظر، للتوصل إلى اتفاق بخصوص تقاسم مناصب الرئاسات، وحق الجهة المكلفة بتشكيل الحكومة.
على صعيد آخر، أظهر استطلاع نشره مركز الشرق للبحوث أن غالبية العراقيين يعتقدون أن إيران تشكل العقبة الأكبر في تأخير تشكيل الحكومة العراقية. وأشار الاستطلاع الذي شمل عينة من 12000 شخص في محافظات العراق كافة إلى أن 41,2 من العراقيين يرون أن إيران وراء تأخر تشكيل الحكومة"، فيما يرى 31,5 أن الولايات المتحدة وراء ذلك.
أمنيا، أعلنت مصادر أمنية وأخرى طبية عراقية مقتل أربعة من عناصر الشرطة وإصابة عشرة أشخاص آخرين بينهم ضابط برتبة رائد، جراء اشتباكات مع مسلحين مجهولين، فجر أمس في بغداد.
كما أعلن مصدر في الشرطة "مقتل شرطي مرور وإصابة ضابط في شرطة المرور بجروح إثر هجوم مسلح استهدف دوريتهم في ساعة متأخرة من مساء الجمعة في منطقة الحرية (شمال)". ونشرت الأجهزة الأمنية العراقية الآلاف من قواتها أمس في الشوارع الرئيسية والمكاتب الرسمية في مدينة البصرة تحسبا لانطلاق مظاهرات للتنديد بانقطاع التيار الكهربائي فيها.