أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة أمس أن من أعظم مقاصد الإسلام تحقيق المحبة بين المسلمين. وقال إن النجاة في الآخرة والفوز بالجنة لا يكون إلا بقلب سليم من الغش والحقد والحسد، خال من الغل والضغينه، يقول سبحانه "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم".
وأوضح أن من أخطر الأشياء على دين المسلم وعلى المسلمين جميعا، أن تمتلئ القلوب على المسلمين غلا وحقدا وحسدا وغشا. وحذر من هذه المشاعر، مطالبا بالأخذ بمنهج النبي صلى الله عليه وسلم، الذي ينبغي أن يتخذ نبراسا للقلوب وضياء يسير الاتجاهات والإرادات في وقت تعصف بالأمة أمواج المحن والفرقة والشقاق.
كما حذر آل الشيخ المسلمين من نقل الكلام للآخرين بما يفسد المحبة ويفرق الألفة، وتجنب الكلام البذيء والقول السيىء، فإن الكلمة السيئة تورث التباغض وتعكر صفاء القلوب، وتجنب الجدل إلا بعلم وحسن نية لله جل وعلا، يحيط ذلك حسن تعبير وطيب كلام، وإلا فالمراء والجدل يورث الفرقة بعد الألفة والوحشة بعد الأنس.
وعلى صعيد الأفراد والاعلام والمجتمعات، طالب إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين بالكف عن الجدال الذي يورث الضغينة والحقد. وقال "ينبغي على المسلم أن يمسك عن كثرة المزاح، فإنه يورث الضغينة ويجر إلى القبيح"، داعيا المسلمين أن يحسنوا الظن ببعضهم البعض.
وذكر آل الشيخ أن من الداء العضال في أوساط المجتمعات الإسلامية الذي يملأ الصدور غلا والقلوب حقدا داء حب الشهرة والحرص على المناصب والرئاسات، داعيا المسلمين إلى أن يكونوا راضين بما أعطاهم الله، فذلك مفتاح السلامة والنجاة.
وفى مكة المكرمة، دعا إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المسلمين في خطبة الجمعة أمس، إلى استقبال شهر رمضان بالإخلاص وفتح صفحة جديدة للمحاسبة، محذرا من الغفلة التي تجلب الندم والحسرة.
وقال إن من شرح الله صدره للإسلام ونور قلبه بندى الإيمان استطاب العظة والتذكير ومن غفل عن ذكر الله أذاقه الباري الحسرة وسوء المصير، مبينا أن الإنسان حاله عجيب كيف يؤمن بالموت ثم ينساه وكم يغتر بالصحة والعافية وينسى الموت وينسى أن وراءه هما ثقيلا وينسى أن وراءه يوما ثقيلا، فقال العلامة ابن القيم رحمه الله: "على قدر رغبة العبد في الدنيا ورضاه بها يكون تثاقله عن طاعة الله وطلب الآخرة".
ودعا الشيخ السديس إلى استقبال الشهور والأعوام باغتنام الفرص لتقديم الأعمال دون الأماني والآمال، مبينا أن من كرم الله علينا بأن تفضل علينا بمواسم تنار فيها القلوب وتمحى الآلام وتعاود فيها الخشية، ومنها ما نحن في سبيل استقباله ألا وهو شهر رمضان المبارك.