السكان يشتكون من الطرقات المهترئة والمتسخة وفقدان الأرصفة
نسيان هو، أم إهمال، أو ربما تقصير في الأداء من قبل بعض المسؤولين، ذلك ما تشتكي منه بلدة "الشقة"، الواقعة شمال مدينة "بريدة"، والتي يقطنها نحو 20 ألف مواطن، حيث الخدمات البلدية "المتردية"، وضعف البنية التحتية، التي أثقلت كاهل سكان البلدة، وجعلتهم يعانون مشاكل حياتية يومية، مطالبين "جميع القطاعات الحكومية ذات العلاقة بسرعة التدخل"، للتخفيف من معاناتهم المستمرة مع التخطيط العشوائي للبلدة، و"الرداءة الواضحة في كثير من المشاريع الخدمية فيها". فبالإضافة إلى تعثر الكثير من مشاريع البنى التحتية، يشكو سكانها على سبيل المثال، من أن طرق البلدة بلا سفلتة ولا أرصفة، والأحياء بلا صرف صحي ولا مياه، وكأنك في قرية "شبه بدائية"!.
الضروريات فقط!
كون بلدة "الشقة" تفتقر للكثير من الخدمات الأساسية والضرورية، لذا بات أهلها غير مبالين بتوفير الخدمات التكميلية والتحسينية، كالحدائق والملاعب، وأماكن الترفيه الخاصة بالشباب والعوائل، وهي أمور في خانة "الترف"، أو "الحلم" في نظرهم، حيث ينصب اهتمامهم الآن على كيفية توفير الخدمات الضرورية، التي تعينهم على قضاء حوائجهم، وتضمن لهم السلامة والأمن، كـ"التخطيط السليم للطرق، وسفلتتها، وإنارتها".
معاناة مشتركة
بركة بن حمد، مواطن من سكان "الشقة"، ذكر في حديث إلى "الوطن"، أن بلدته "تحتوي على 12 مدرسة، للبنين والبنات، ولكن رغم الكثافة السكانية، إلا أن البلدة تفتقد العديد من الخدمات المهمة للمواطن، مثل سفلتة الشوارع ورصفها، وكذلك تنظيم الأحياء، وتخطيط وتحسين وضع الطرق"، وهو في هذا الصدد، حاله حال باقي السكان، الذين يطالبون بـ"توفير خدمات الهلال الأحمر، وإيجاد مركز للشرطة والدفاع المدني، ومكتب خدمات بلدية". ملاحظات ابن حمد السابقة، ومطالبه، لم تختلف عن ابن بلدته فايز فريح الرشيدي، الذي قال لنا "إننا نعاني الكثير من السلبيات داخل الحي، من أبرزها ضعف البنية التحتية، ومشاكل شوارع الحي، التي تكثر فيها الحوادث المرورية، ,نتيجة تعرجها، وكثرة منعطفاتها". مطالبا في الوقت عينه "الجهات الحكومية ذات العلاقة، بتكثيف جهودها، في سبيل تعزيز البلدة بالخدمات الأساسية، التي تخرجهم من الوضع الحرج الذي يعيشونه".
خطط المجلس البلدي
هذه المشكلات، حملتها "الوطن" إلى رئيس المجلس البلدي بمدينة "بريدة"، إبراهيم الربدي، الذي أكد لنا أن "المجلس البلدي لديه خطة شاملة لزيارة جميع الأحياء والبلدات التابعة لمدينة بريدة، ومن ضمنها حي الشقة"، موضحا أنه "عند الزيارة لا بد من حصر احتياجات الحي المجدولة من قبل المواطنين، وتتم إضافة ما لدى الاعضاء بالمجلس، وما لدى الأمانة، وتتم إعادة جدولتها حسب الأولوية، دون إغفال شكاوى المواطنين، ثم يتم الرفع للأمانة للمتابعة والتنفيذ، ويتولى المجلس التواصل بهذا الخصوص لمعرفة ما تم تنفيذه". الربدي كشف عن أنه "سبق أن تمت زيارة الحي قبل أكثر من عام ونصف، وتم تدوين العديد من الملاحظات التي تم الوقوف عليها، بمرافقة أعيان الحي، وعمل محضر بذلك، وتم رفعه لأمانة منطقة القصيم، لتنفيذ بعض المتطلبات التي تخدم الحي".
تلبية بعض الاحتياجات
الزيارة التي قام بها المجلس البلدي في "بريدة"، لـ"الشقة"، أدت كما يقول إبراهيم الربدي إلى "تنفيذ نسبة جيدة من خلاصة مطالب أهالي الشقة من الخدمات"، فيما الباقي من المطالب "تحت التنفيذ"، مضيفا أن "ما تم تنفيذه بعد الزيارة حسب الأولوية، يكمن في تصحيح بعض المناسيب لمنع تجمع مياه السيول والمياه عند المنازل، كما تم تكثيف النظافة، وإزالة العشش، وتسوير المقابر". مشددا على أن "المتابعة مستمرة مع أمانة منطقة القصيم، لتنفيذ باقي احتياجات الحي من الخدمات، مثل فتح وتوسعة بعض الطرق المهمة، والعمل على استقامتها، بالإضافة الى العناية بالشوارع القديمة، وتنفيذ التسمية والترقيم".
إنارة الشوارع
الإنارة، أمر ضروري للسكان، حيث لا يمكنهم أن يعيشوا حياتهم غارقين في الظلام! وهي المشكلة التي أكد الناطق الإعلامي بأمانة منطقة "القصيم"، يزيد المحيميد، أنه "بدأت معالجتها، حيث تم تركيب 473 إنارة ذراعية، و124 أعمدة إضاءة، في مواقع مختلفة من الشقة"، كما أنه "ستتم معالجة مشاكل الإنارة في المواقع الأخرى، خلال هذا العام، حيث إن أمانة المنطقة تسير وفق خطة عمل محددة، لتنفيذ أعمال الإنارة الجديدة"، مبينا أن "الشقة تقع في المرحلة السابعة منها، والتي سيبدأ العمل فيها خلال الأشهر القادمة".
نظافة مفقودة!
النظافة عنصر بيئي لا يمكن الاستغناء عنه، وفي حال تدني مستواه، ستعمر البيئة بالأمراض المعدية، التي تؤثر بشكل مباشر على سكان "الشقة"، سألنا يزيد المحيميد عما قامت به الأمانة، لحل مشكلة "اتساخ المنطقة"، ليجيبنا قائلا "تقوم الإدارة المختصة بأعمال النظافة العامة بشكـل يومـي ودائـم، بالإضافة إلى نظافـة الشـوارع، ورفع النفايات الصلبة، والأنقاض مجهولة المصدر. واستمرارا لاهتمام الأمانة بخدمة الحي، حددت مراقبا خاصا لمتابعة أعمال النظافة هناك، ورفع التقارير الدورية".
وحول ما يخص موضوع الحدائق، ذكر المحيميد أن "أمانة منطقة القصيم تسعى لتوسيع دائرة منظومة الترفيه في جميع المواقع، لتشكيل منظومة ترفيهية متكاملة، وقد قطعت الأمانة شوطاً كبيراً في ذلك، حيث تجاوز حجم المسطح الأخضر في المدينة في الوقت الحالي أكثر من مليون متر مربع، وأن اختيار المواقع يخضع لتوافر الأراضي المخصصة لذلك، وحي الشقة لا يمتلك أرضا مخصصة لهذا المرفق، الأمر الذي أعاق تنفيذ ساحة بلدية أو متنزه هناك، والإدارة المختصة تدرس الأمر لمحاولة إيجاد حلول بهذا الخصوص"، مبينا كذلك أن الأمانة "تعمل على إنهاء أعمال السفلتة بالحي، حيث أنهت نسبة كبيرة من ذلك بما يقارب 80%، والعمل مستمر في الموقع لاستكمال المتبقي، حيث اعتمدت الأمانة مؤخراً مشروع سفلتة في حي الشقة السفلى لاستكمال المتبقي، وتتجاوز المساحة المستهدفة للسفلتة 25 ألف متر مربع".
أما بالنسبة لمشروع الرصف الخاص بحي الشقة السفلى، بالإضافة إلى أحياء أخرى في مدينة "بريدة"، فقد أبان المحيميد أن أمرها "مرفوع للوزارة حتى الآن، وفور انتهاء العمليات الإجرائية، سيتم العمل في المواقع المخصص لذلك المشروع".