باتت الحدائق العامة بالمدينة المنورة شبه مهجورة ، بسبب سوء أوضاعها وتهالك مرافقها، في الوقت الذي ينتظر فيه سكان وزوار المدينة، مواقع ترفيهية تحتضنهم هم وأطفالهم ، لاسيما في ظل الإجازة. وتأتي حديقة الملك فهد نموذجا مأساويا يحكي صور الإهمال والتدني في مستوى النظافة.
ويقول المواطن سالم الردادي: إن مستوى النظامة بشكل عام في الحدائق سيئ للغاية،ويستوجب معه تحرك الجهة المعنية في أمانة المنطقة ، ولاسيما أن الوضع بات لا يطاق في حديقة الملك فهد ، إذ تتكدس النفايات في أرجاء الحديقة ، مشيرا إلى أن غياب ثقافة النظافة لدى كثير من مرتادي الحديقة ،علاوة على الإهمال الواضح من قبل العاملين في الحديقة زاد الأمر سوءا ، حتى باتت الحديقة في حال خصام مع الكثير من المتنزهين .
أما المواطن محمد الحربي والذي قدم من المنطقة الشرقية لقضاء فترة الإجازة في المدينة المنورة فيشير إلى أنه فوجئ بالوضع المتدهور للحدائق في المدينة أسوة بوضع الحدائق بالمنطقة الشرقية ، مضيفا: ذهبت مع أسرتي إلى حديقة السد والتي بدت مكشوفة ولا يوجد بها سوى مسطحات خضراء ، وقليل من الملاهي التي يتسابق عليها الأطفال بالرغم من قلتها.من جهته يتساءل المواطن ناصر الجهني عن مصير الـ 60 حديقة التي سبق أن أعلنت أمانة المدينة المنورة أنها ستفتح أبوابها أمام المصطافين والزوار خلال فترة الصيف ، معلقا على ذلك بالقول إن أمانة المدينة ربما تقصد الحدائق التي ما زالت في طور الإنشاء، مشيرا في ذات السياق إلى أن من الغرابة قيام الأمانة بمنع الأطفال من دخول حديقة الأمير محمد وتخصيصها للبالغين فقط ، وهو ما يدفع بالأسر إلى البحث عن سبل أخرى للترويح .
وقال غانم الفريدي إنه ذهب لحديقة الملك فهد التي تقع على منطقة جبلية فرأى كثرة الزواحف فيها مما يولد الخوف للأطفال ويزيد من نسبة المخاطر فيها ، قائلا إن اتساع الحديقة جعل المسؤولين عنها غير قادرين على السيطرة عليها مما تسبب في تردي أوضاعها. واقترح الفريدي أن تتولى شركات خاصة صيانة الحدائق وتوفير بيئة ترفيهية للأسر، فيما عارض رئيس المجلس البلدي بالمدينة المنورة الدكتور صلاح الردادي اقتراح المواطن بدفع مبالغ على دخول الحدائق قائلا إنه من حق المواطن أن يجد مواقع للترفيه دون رسوم. وقال المواطن سعد بن محسن: إن الحدائق بالمدينة متى توفرت لها الخدمات والمقومات والعناية فبالإمكان أن تضاهي بعض مدن المملكة التي تجد بها خدمات متكاملة.
وأشار إلى أنه ذهب إلى حديقة الملك فهد ذات المساحة الكبيرة غير أنه فوجئ بدورات المياه متسخة وبها بعض الحفر والندبات التي تعرض الأطفال للخطر ،وفي المساء يصعب البقاء داخل الحديقة لعدم وجود إنارة واضحة تضيء جميع الأماكن رغم أن الأمانة أعلنت أن الحديقة ضمن الحدائق التي تستقبل الزوار بمهرجان المدينة.
إلى ذلك طلب المركز الإعلامي بأمانة منطقة المدينة المنورة خطابا رسميا من قبل الصحيفة يتضمن الاستفسارات التي يطلبها المحرر، فيما تم تدعيم الخطاب بعدد من الصور التي التقطت في الحديقتين. غير أن الصحيفة لم تتلق وعلى مدى 10 أيام أي رد، بالرغم من تأكيدات أمين المدينة المنورة المتضمنة الرد على استفسارات الصحف خلال يومين.