اتهمت الخطوط السعودية أحدَ ركابها (ع.م) بأنه (متخلفٌ حاسوبياً) إذ يجب عليه القيام بكافة إجراءات حجزه آلياً وهو منبطح في بيته، وفعلاً انبطح (ع.م) وأدخل البيانات الخاصة به وبعائلته، ثم أتبعها بشراء التذاكر.. وفي ثوان معدودة جاءته رسالة على جواله تفيد بأن كل شيء تمام التمام، ولم يتبق إلا ركوب الطائرة... وصلوا إلى مطار الملك عبدالعزيز قبل موعد الإقلاع بثلاث ساعات؛ وهناك استقبلهم الموظف بقوله: (حجزكم أتكنسل). قالوا: كيف ذا ورسالتكم تقول: إن كل شيء تمام؟. قال: (زي ما قُتّلكم ما عندكم حجز). قالوا: حسناً، ومن (كَنَسَهُ؟) أو كنسله لا فرق.. قال: سأخبركم، مع أنه ليس من حقكم.. على أي حال أتكنسل بسبب تطوير النظام الآلي ليكون في خدمتكم بشكل أفضل. قالوا: هذا ما نبحث عنه، ولكن ماذا ينبغي علينا فعله الآن يا أبا شجرة؟. قال: سجلوا أسماءكم في قائمة الانتظار. قالوا: وإن لم تكن لنا حيلة في قائمة الانتظار؟. قال: راجعوا موظف المبيعات ليحجز لكم على أقرب رحلة.. وهناك قال لهم الموظف: أقرب رحلة بعد شهر. قالوا: كلا وألف كلا يا أبا نخلة.. أنتم ألغيتم حجزنا دون علمنا، ولم ترسلوا إلينا رسالة، ثم تحملوننا معالجة أخطائكم!. قال: أدبروا ودبروا أنفسكم، فالنظام المطور لا يسمح لي بالدخول لمعالجة أخطائه.. قالوا: جَرّب الانبطاح أمام الحاسوب لعلك تجد حلاً أيها الحبيب.. بيد أنهم عادوا من مؤسسة عرقوب للطيران بخفي حنين.
وفي مشهدٍ آخر أكثر مأساة من سابقه، حين قامت إدارة صحة جازان- مشكورة- بإنهاء كافة إجراءات سفر مريض ومرافقه وفق الموعد المحدد لهما في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، لكنهما ما إن وصلا إلى المطار حتى قال لهما الموظف: حجزكما (إتلغى). قالا: كيف وهو مؤكدٌ كل التأكيد؟! قال: لا تُضَيّعا وقتكما؛ ابحثا عن حجز آخر!.. وهكذا حُرمَ المريضُ موعده في المستشفى.. لكن أتظنون أنها نفس الأسباب المنبطحة أعلاه، أم ثمة تقليعة أخرى شبيهة بشروط قبول الطيارين الجدد؟
لأجل ذلك أود أن أوجه سؤالاً إلى جميع المسؤولين- ما عدا معالي مدير عام الخطوط الأخ المهندس خالد الملحم، الذي يُفضّل عدم ذكر اسمه، آسف.. يفضل عدم الرد على الصحافة-: متى ستتحملون معالجة أخطائكم احتراماً لحقوق الراكب، ومعاملته بشكلٍ متحضر؟! عفواً، لا أنتظر الإجابة.
قلتُ:
السؤال الأهم: متى ستعتني "السعودية" بموظفيها كي يعتنوا بركابها؟!