أنا في المطلق لا أدافع اليوم عن الخطوط السعودية وبالخصوص في نهاية أسبوع – النار – المفتوحة بكل صدق على جودة أداء ناقلنا الوطني المتردية. أكتب فقط عن الجرح القديم الذي نعانيه جميعاً في المطارات العالمية بالخصوص، وحتى في بعض مطاراتنا من بعض الركاب الذين يتعمدون التأخر في الصعود للطائرة ودائماً ما يحتجزون بتصرفاتهم هذه بقية الركاب في المقصورة وهؤلاء هم من تشاهدهم يساقون مثل – الإبل – في لحظات متأخرة ثم يقفلون باب الطائرة على – كعب – الراحل الأخير وهم يفعلون ذلك ثقة أن أنظمة الطيران تحظر الطيران وعلى متنها أي قطعة عفش لأي راكب تخلف عن صعود الطائرة. هنا تبقى شركة الطيران، أياً كانت، بين خيارين: إما انتظار – البارد الثقيل – حتى يحضر وإما اتخاذ القرار بإنزال عفشه وهو إجراء يستغرق ما لا يقل عن عشرين دقيقة.

وبالصدفة كنت بالأمس، مع أحد أصدقائي ونحن نقرأ أحد هؤلاء المتسكعين وقد حول قصته إلى شكوى مجلجلة نقرؤها على الزميلة عكاظ بالأمس. والصدفة أن صديقي هذا كان شاهد عيان على القصة مسافراً على ذات الرحلة من مطار شارل ديجول في باريس إلى السعودية. كان شاهد عيان على الطواقم الأرضية وهي تطارد هذا – الراكب – في صالة المطار وتشحذه بالصعود للطائرة وكيف كان مدير المحطة في باريس بنفسه يطلب منه الصعود بينما الراكب في وسط الطابور في آخر الصالة لاسترجاع بضعة نقود على نظام الضرائب المسترجعة. يقول صديقي إنهم انتظروه في – الباص – لأكثر من ربع ساعة، لأن الطائرة لم تكن على – عنق – الصالة وبعد ما يقرب من نصف ساعة اتخذت المحطة قرارها بإنزال عفشه وإلغاء سفره مع عائلته. ويستغرب صاحبي لأن الراكب يشكو أن موظفي الخطوط السعودية ألغوا سفره ثم وضعوا مكانه ركاباً من الانتظار بينما يشير صاحبي إلى أن الطائرة نصف فارغة بالتقريب في كل الدرجات وأن المسافر ينام على ثلاثة مقاعد طوال الرحلة، وصاحبي غاضب، لأن بقية ركاب الرحلة كانوا أسرى لطلة سعادته ورهائن لقراره. أنا اليوم لا أقول إن ناقلنا الوطني دقيق في المواعيد ومنضبط في الأداء والجودة وحجم الخدمات فهذه قصة دامية أخرى تحتاج فيها الخطوط إلى جراحة إنقاذ. أنا أسأل فقط: كم هي المرات التي شاهدتم فيها هؤلاء يساقون إلى جوف الطائرة بعد ربع أو نصف ساعة من وقت المغادرة؟