على متن أي طائرة في العالم تتم عملية دخول الركاب بسهولة تامة.. كل راكب يحمل بيده كوبون صعود الطائرة ويعرف رقم مقعده.. هناك من يحرص على اختيار مقعد معين.. يتوجه بشكل سريع ومباشر ويجلس على كرسيه.. بعضهم يبدأ في استغلال الوقت وينام.. بعضهم يبدأ في القراءة.. هناك من يدخل في نقاشات مع رفيقه في السفر.. هكذا.. ليس هناك وقت ضائع.. ليس هناك أي "فوضى"..
نحن في السعودية ـ البلد وليس الناقل ـ لدينا خصوصية معينة فيما يتعلق بجلوس النساء جوار الرجال في الطائرة.. في مربع صغير.. لا ينكر ذلك إلا شخص لا يعيش بيننا، ولا يعرف طبيعتنا..
رب العائلة لا يريد لشاب غريب أن يجلس جوار زوجته أو بنته ـ كلنا ذاك الرجل الأول ـ لذلك نجد أن نصف زمن الرحلات الداخلية في "السعودية" يضيع في إعادة توزيع الركاب من جديد داخل الطائرة.. تماما كأننا أمام لعبة تركيبات مبعثرة.. أو كلمات متقاطعة!
تبدأ جولات مضيفي الطائرة لتوزيع الرجاءات: "لو سمحت ممكن تقوم عن المقعد وتروح للمقعد اللي هناك"!
ـ "من فضلك فيه عائلة ياليت تجلس في المقعد الثاني"..." تكفى فيه عائلة يبون يجلسون مع بعض وأنت جالس وسطهم، ممكن تقوم"!
ـ وتضطر لأن تقوم من مقعدك وهم يقطعونك بنظرات إزدراء ـ خاصة أمهم ـ وهكذا .. ناس تجلس.. وناس تقوم.. وتتعطل الحركة داخل الطائرة.. نصف ساعة يحتاس فيها دباس على عباس.. وحينما تنتهي جولة المفاوضات هذه يربط الناس أحزمة المقاعد استعدادا للإقلاع!
السؤال: طالما أننا ندرك جيدا طبيعة المجتمع وخصوصيته.. لماذا لا يتم النظر لذلك تحت؟!
أعني عند "كاونتر" المسافرين في صالة المغادرة.. بحيث يتم ترتيب المقاعد وفقا لذلك.. بدلا من توزيع كروت عشوائية يدفع ثمنها العاملون على متن الطائرة؟!