كشفت مصادر يمنية مطلعة عن اتصالات أجرتها الحكومة القطرية مع القائد الميداني للمتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي خلال الساعات الماضية بهدف احتواء الأوضاع الأمنية المتصاعدة في كل من صعدة وحرف سفيان جراء تجدد الاشتباكات بين المتمردين الحوثيين وقبائل موالية للحكومة مدعومة بسند عسكري .
وكانت مصادر مطلعة قد أكدت أن المبادرة القطرية بالتواصل بشكل منفرد مع جماعة الحوثيين جاءت تلبية لطلب الرئيس علي عبدالله صالح من القيادة القطرية لالتزامهم بالهدنة القائمة تمهيدا لتدشين تنفيذ مقررات اتفاق الدوحة الموقعة مع الحكومة اليمنية في العام 2008 .
ونفت مصادر مقربة من القائد الميداني للحوثيين أن تكون مبادرة الحركة بإطلاق سراح ما يقدر بـ 280عسكريا أمس الأول جاءت نتيجة ضغوط قطرية أو تلبية لطلب قطري ، كما نفت ذات المصادر ما تردد عن استيلاء الحوثيين على منطقة " العمشية " واستمرار استحواذهم على موقع " الزعلاء " العسكري بحرف سفيان ، مشيرة في هذا الصدد إلى أن الحوثيين انسحبوا تماما من موقع الزعلاء بعد طرد من وصفتهم بتجار الحروب من القبائل وتسليمه للسلطات المحلية بالمنطقة . وعلمت " الوطن " أن الدوحة أشعرت المتمردين الحوثيين بأنها لن تبدأ أية مساعي وساطة لتسوية الأوضاع الأمنية والإنسانية في صعدة إلا في حال توفر أجواء تهدئة محفزة ومشجعة تجنبا للسيناريو الذي رافق مساعي الوساطة القطرية في العام 2007 ، حيث اندلعت الحرب السادسة خلال تواجد وفد الوساطة القطرية في صعدة إثر انفجار دراجة نارية عند مدخل مسجد سليمان بصعدة ، مما أسفر عن مصرع بعض المصلين وتبادل الاتهامات بين الحوثيين والحكومة اليمنية بالوقوف وراء عملية التفجير ، الأمر الذي أفضى إلى تجدد الاشتباكات بشكل مباغت وموسع وبدء جولة خامسة من الاحتراب بين الجانبين .
على صعيد متصل أعلن المتمردون الحوثيون أنهم أفرجوا يوم أمس عن ما يقرب من 200 من المحتجزين المدنيين والعسكريين لديهم على ذمة المواجهات المسلحة التي وقعت في منطقة العمشية بمديرية حرف سفيان بمحافظة عمران قبل أسبوعين.
وأكد الناطق باسم المتمردين الحوثيين محمد عبدالسلام في تصريح نشره موقع " نيوز يمن " الإخباري المستقل أن الإفراج جاء " مكرمة من القائد عبدالملك الحوثي بمناسبة قدوم شهر رمضان " ، كما يأتي لتأكيد جدية الحركة للسلام وتهيئة للأجواء القادمة من الدوحة ، وجدد عبدالسلام مطالبته السلطة بـ " إطلاق المعتقلين لديها لتثبت جديتها في السلام " .
على صعيد آخر نفذ في مناطق جنوبية يمنية عدة إضراب دعا إليه المجلس السلمي الأعلى لقوى الحراك الجنوبي ، حيث شل الإضراب الحركة في بعض المناطق مثل محافظتي الضالع ولحج ، فيما كان تأثير الإضراب أقل في محافظة أبين .