اقترح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس إجراء حوار ثنائي مع نظيره الأمريكي باراك أوباما من أجل بحث قضايا العالم، فيما اعتبر رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في طهران الباحث نوري محمود زادة لـ" الوطن" أن تصريحات نجاد ثمرة من ثمرات العقوبات الذكية وهي تراجع واضح في المواقف المتشددة وأن إجراء أي حوار إيراني – أمريكي سيكون لصالح البلدين خاصة أن عراب العلاقات الإيرانية- الأمريكية هوشنك أمير أحمدي قد حضر مع أفراد الجالية الإيرانية بطهران لقاء الرئيس نجاد.

وقال نجاد أمام ملتقى الجالية الإيرانية بالخارج بطهران أمس،"إنني أعلن الاستعداد لمناظرة الرئيس أوباما بصورة مباشرة أمام وسائل الإعلام", مؤكدا أن بلاده تعتمد المنطق وأهل للحوار. وأضاف أن "إيران تنتهج سبيل الحوار وتعتمد على المنطق موضحا أن الشعب الإيراني كان دائما ولايزال وسيبقي يتخذ هذا النهج الحواري وأن التاريخ لم يسجل عدوانا إيرانيا على أحد".

وخاطب نجاد الرئيس الأمريكي قائلا "إنني سأتوجه إلى أمريكا للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وإنني على استعداد للمناظرة مع شخصكم أمام وسائل الإعلام ليتضح أي نهج لكلا الرئيسين أفضل لإدارة شؤون العالم".

وأوضح نجاد أنه يتطلع للحوار على أعلى المستويات كما تريد إدارة أوباما وقال " لقد أعلنت في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش أنني مستعد للحوار معه على مرأى ومسمع العالم ، وكما جددت هذه الدعوة قبيل توجهي إلى نيويورك العام الماضي فإنني أجدد هذه الدعوة اليوم أيضا".

وتأتي تصريحات نجاد بعد انتقادات من زعماء المعارضة الإصلاحية رئيس مجلس الخبراء هاشمي رفسنجاني وزعيم جبهة الأمل الأخضر مير حسين موسوي وزعيم حزب الثقة الإصلاحي مهدي كروبي.

واعتبر رفسنجاني أن انتخاب نجاد والأحداث التي أعقبت الانتخابات عام2009 من اللحظات المرة في تاريخ الثورة الإيرانية. وقال أمام وفد طلابي إيراني "إن سيطرة المتشددين وقرراتهم غير العقلانية تسببت في إصدار تلك القرارات المهلكة ضد إيران".

من جانبه اعتبر موسوي وكروبي أن تصريحات نجاد ضد دول العالم كانت السبب في قرارات الحصار على إيران.

من جانبه حذر وزير الخارجية الإيراني منوتشهر متقي من أن أي حرب في منطقة الشرق الأوسط سوف لن تكون محدودة محذراً من تحركات لتوتر الأجواء وتأزيم المنطقة.

وقال متقي خلال حديث للتلفزيون الإيراني "إن شن أي حرب محتملة في المنطقة من قبل إسرائيل أو أمريكا لن يكون محدودا"، مؤكدا أن إيران ستقف إلى جانب سوريا وكافة دول المنطقة، وهي تعد نفسها لمواجهة أي عدوان في المنطقة. واتهم متقي الكونجرس الأمريكي بالانشغال في إصدار قوانين وقرارات أدت إلى تأزيم الأوضاع في مختلف مناطق العالم، مما جعل الولايات المتحدة منبوذة في العالم لدرجة كبيرة.

إلى ذلك أعلنت مصادر إيرانية مطلعة أن الدفاعات الجوية الإيرانية أسقطت أول من أمس ثلاث طائرات مجهولة بدون طيار في ضاحية بوشهر جنوبي إيران. وأضاف موقع "عصر إيران" أنها "لم تتضح بعد هوية هذه الطائرات.وتقع محطة بوشهر النووية جنوبي إيران.

إلى ذلك عبر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك عن قلقه من أن تسرب تركيا التي كانت ذات يوم حليفة وثيقة لبلاده أسرارا مخابراتية لإيران مما يكشف عن فقد الثقة فيما تتغير مصالح أنقرة الإقليمية.

ونقل راديو الجيش الإسرائيلي عن باراك قوله "هناك بضعة أسرار خاصة بنا عهدنا بها لتركيا وفكرة أنهم قد ينفتحون على الإيرانيين على مدى الأشهر القادمة مزعجة جدا".