ذهبت إلى مستشفى الملك خالد بحفر الباطن في أحد الأيام الساعة 1 ظهراً قسم الطوارئ طبعاً .. كان أخي الأصغر يشكو من دوار دائم .. المهم .. أنني ذهبت إلى دكتور الطوارئ ، وإذا به يجلس على مكتب والمراجعون فوق رأسه المستشفى مزدحم جداً ..
لفت انتباهي رجل في الأربعين من عمره تقريباً . يقترب من الدكتور فيقول "يا دكتور لماذا تنومون ولدي" رفع رأسه الدكتور وأخذ التحاليل من الرجل، فقال له ابنك معه سكر التفت الرجل المسكين إلي وقال " والله عمره 15 سنه ليه يجيه السكر " صدمني الدكتور حين قال للرجل هذا الخبر الذي يحتاج إلى جلسه خاصة وتهيئة كاملة للأسرة .. فالسكر لديه بلغ الـ 600 حين نقله إلى المستشفى مما يعني أنه يحتاج إلى إبر الأنسولين ، هذا الضيف الجديد على هذه العائلة المكلومة.
أيضا التفت إلي نفس الدكتور وقال ما لديك .. شرحت له حالة أخي فقال لي " نعطيه مسكن وراح يكون كويس . " صُُدمت مرة أخرى . مسكن للدوار ؟! قلت والتحاليل يا دكتور ؟ أليست تقطع الشك باليقين . فقد يكون معه فقر دم لا سمح الله، قال ينتظر إلى يوم السبت ويذهب إلى المركز الصحي القريب من المنزل ويعمل التحليل هنا.. لم أتمالك نفسي وقلت له : تسوون له تحليل .. رد علي غاضباً : تعلمنا شغلنا ؟ عموما بعد شد وجذب. قال افتح لسانك يا بابا وشاف لسانه، عموماً خرجت من المستشفى بنوع من أنواع المسكنات .. بدون أية تحاليل لحالة الدوار.