كثير من الزملاء يشكون من سلوك التعالي الذي يواجهونه من بعض المسؤولين بعد كل مناسبة عامة..

الصحفي مسؤول أمام صحيفته ـ وهو التزام أمام القارئ قبل ذلك ـ بأن يحاور المسؤول بعد رعايته لأي مناسبة.. سواء حول هذه المناسبة أم غيرها..

لكن ـ" ما العمل إذا كان المسؤول يخرج من المناسبة باتجاه سيارته دون أن يقف دقيقة لسماع أسئلة الصحفيين"؟! ـ هكذا يسألني أحد الزملاء!

أتفهم الحرج الذي يقع فيه الزملاء أمام إدارات صحفهم.. والحرج أمام القارئ الذي لم يعد بحاجة لقراءة ما تم خلال المناسبة.. ربما كانت منقولة عبر التلفزيون.. الناس بحاجة لسماع رأي المسؤول في قضية ما أو حادثة ما..

ما الغاية التي يريد المسؤول إيصالها للإعلام حينما يغادر المناسبة نحو سيارته محاطاً بمسؤولي العلاقات العامة الذين يمنعون الناس من الاقتراب منه ـ وكأننا أمام رئيس دولة زائر ـ ويتجاهل أسراب الصحفيين الذين يلاحقونه، ليس رغبة في السلام عليه، وسؤاله عن حاله وأحواله، بقدر حاجتهم لإجابة ما حول قضية ما!

ما العمل ؟ ـ يسألني زميل آخر.. وأجد العذر له! ـ حينما يتوجه الصحفي نحو الوزارة لمقابلة الوزير لا يتهيأ له ذلك..

فإن نجا من المقصلة الأثرية: "أرسل الأسئلة بالفاكس" ـ فلن ينجو من مشنقة: "معاليه في اجتماع"!

يعود المراسل خالي الوفاض.. سكرتارية المسؤول يكررون ذات الأعذار.. الوزير في اجتماع.. الوزير خارج الوزارة.. الوزير في المجلس.. الوزير مشغول!

ـ طيب.. "متى يفضى معاليه"؟!.. كثير من القضايا بحاجة لرأي واضح.. وهناك مستجدات في العمل الحكومي يجب إطلاع الناس حولها أولاً بأول.. عدم تجاوب المسؤولين مع الصحافة سيحدث فجوة بين الصحافة وبين المسؤول.. والخاسر في نهاية المطاف هو المواطن الذي يبحث عن أي معلومة حول قضية تمس حياته بشكل مباشر.