قال المحنط السعودي ناصر الدخيل لـ"الوطن" إن من أهم المعوقات التي تقف حجر عثرة أمام هواة التحنيط هو عدم وجود حاضن رسمي لها أو وضعها تحت مظلة ترعاها، رغم أنها تخدم في أكثر من مجال معرفي وثقافي وفني. وأضاف الدخيل أن بإمكان طلاب المدارس والجامعات المختصين الاستفادة من المحنطات شرحًا وتعريفًا، بدلاً من مشاهدة بعضها في الكتب أو الأفلام فقط.
وأكد الدخيل -الذي يهوى رياضة الصيد أيضًا- أن ندرة الأشخاص الذين يرغبون في هذا المجال تعود إلى غياب الدعم على الأقل من المؤسسات الشبابية، مشيرًا إلى أن كل الهواة تعلموا بأنفسهم وبمجهود فردي وخسروا الكثير حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه.
ويراهن الدخيل على بروز مثل هذه الهواية بشكل فني كبير إذا ما وجدت من يرعاها معللاً ذلك بوفرة الحيوانات والطيور الجميلة في المملكة خصوصًا أن جزءا كبيرا من مناطقنا تقع على خط الهجرة لطيور نادرة تمر على السواحل البحرية سنويًا، إضافة إلى غنى الصحراء بالزواحف والمفصليات المتنوعة، وهذا في حد ذاته يعرض لحياة برية وبحرية يمكن أن يستفاد منها خلال إقامة المهرجانات والمعارض سواء في الداخل أو الخارج.
واقترح ناصر أن تكون هناك جمعيات أو نوادٍ تحتضن مثل هذه الهواية، على شاكلة نادي الحمام الزاجل والطيران والفنون الأخرى التي لها مرجعية وحاضنة رسمية، وقال إن الهيئة العليا للسياحة تخسر الكثير من المبالغ من أجل إيجاد روافد سياحية، وهذه المحنطات بوجودها في المهرجانات تدعم قطاع السياحة، مناشدًا رئيس الهيئة العليا للسياحة الأمير سلطان بن سلمان إلى الالتفات لهذا الجانب ووضعه ضمن برامج الهيئة لأنها تجذب الكثير –على حد قوله- مستشهدًا بالمسابقات التي تنظمها بعض دول الجوار وتستقطب محنطين عالميين.
ويحتفظ الدخيل بأكثر من 1000 حيوان وطير وزاحف محنطة جمعها منذ أكثر من عقدين من الزمن، وبدأ مشواره وهو في العقد الأول من حياته، وجاءت صدفة وليس رغبة عندما كان في رحلة صيد فاعترضه ثعبان سام وقام باصطياده ورغب في الاحتفاظ به عن طريق التحنيط، ومن تلك اللحظة بدأ مشواره إلى الآن.
واللافت في أعمال ناصر أن يقوم بعرضها في المهرجانات وغيرها وسط بيئتها الطبيعية، فلا يكتفي بوضعها على طاولة أو ما شابه، بل يحاول جاهدًا أن يحاكي وقتًا وزمنًا كان الجسم المحنط يعيش فيه برهة من الزمن، ويؤكد أن هدفه ليس تجاريًا بحتًا-وإن كان ذلك حقًا مشروعًا له ولغيره- وإنما سحر الهواية وحبه لها جعله لا يفكر في ذلك بشغف، رغم الخسائر المالية التي يتكبدها جراء توفير المواد التي يحتاجها عند ممارسة هوايته أو شرائه للطيور والحيوانات والزواحف، فضلاً عن شرائه لجثث الحيوانات التي تموت في حدائق الحيوان بأسعار باهظة، فجثة الأسد يشتريها بـ"10آلاف" والنمر البنغالي بـ"7آلاف" وحمار الوحش بـ"5 آلاف"، وهكذا مع بقية الحيوانات والطيور.