تحاول فرق الإنقاذ الوصول إلى آلاف المنكوبين المحاصرين بسيول لا سابق لها منذ ثمانين عاما. أسفرت عن سقوط أكثر من ألف قتيل شمال غرب باكستان. حيث أعلنت السلطات عن ظهور أول إصابات بالكوليرا.
وقال ميان افتخار حسين وزير الإعلام في ولاية خيبر بختونخوا (شمال غرب) أمس: "لقي أكثر من ألف شخص مصرعهم في الفيضانات في مناطق مختلفة من الولاية". وأكد هذه الحصيلة مسؤول في خدمات الإسعاف في الولاية. وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى 862 قتيلا على الأقل.
وتعتبر خيبر بختونخوا الولاية وعاصمتها بيشاور الأكثر تضررا. وهي تقع في المنطقة المتاخمة للمناطق القبلية على طول الحدود الأفغانية.
وقال فاروق نياز مسؤول مركز إدارة الكوارث لوكالة فرانس برس: "إن 47 شخصا لقوا حتفهم وأصيب 36 آخرون بجروح بسبب الفيضانات في قطاعات عدة من مظفر أباد"؛ منذ الأسبوع الماضي. ونقلت حوالى 849 عائلة في هذه المنطقة إثر فيضانات استثنائية تسببت بها الأمطار الموسمية.
وأشارت الأمم المتحدة إلى نحو مليون منكوب. كما أن مناطق عديدة مقطوعة عن العالم إثر فيضانات غير مسبوقة سببتها الأمطار الموسمية. ودمرت آلاف المساكن أيضا في ولاية كشمير الباكستانية. واعتبر ميان افتخار حسين "أنها أسوأ فيضانات في ولاية خيبر بختونخوا وفي تاريخ البلاد". واعتبر حوالى 150 شخصا في عداد المفقودين في الولاية بحسب الوزير. وأضاف: "نتلقى أيضا معلومات مؤكدة تشير إلى ظهور أول إصابات بالكوليرا في بعض القطاعات "في وادي سوات".
وقال مانويل بيلر من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة: "لم نكوّن بعد صورة شاملة للوضع بسبب انقطاع الاتصالات. وما زلنا نلقى صعوبة في الاتصال بمكاتبنا في أقاليم نوشيرا وسوات وشرسادا". وأكد المصدر نفسه أن بيشاور كبرى مدن شمال غرب باكستان والتي يقطن بها حوالى ثلاثة ملايين نسمة مقطوعة عن العالم الخارجي وقد غمرت المياه وسائل الاتصال.
وتحدثت أجهزة الأرصاد الجوية الباكستانية عن فيضانات "غير مسبوقة" مع هطول 312 مللم من المياه في 36 ساعة في الشمال الغربي. وفي مواجهة هذا الوضع الطارئ أعلنت المفوضية الأوروبية السبت رصد 30 مليون يورو كمساعدات إنسانية لباكستان. وفي أفغانستان المجاورة تسببت الفيضانات وانزلاقات تربة بشرق البلاد في مقتل 65 شخصا على الأقل كما تأثر بها آلاف الأشخاص في الأيام الأخيرة بحسب مسؤول الوكالة الأفغانية لإدارة الكوارث الطبيعية. وفي الصين تسببت الفيضانات في سقوط أكثر من 300 قتيل و300 مفقود بحسب آخر حصيلة رسمية.