كشف رئيس الإدارة الإعلامية بوزارة الخارجية، السفير أسامة نقلي، في حواره مع "الوطن"، عن الحضور "الجيد للمرأة السعودية، الذي تشهده الخارجية السعودية، في بعثات المملكة، في أوروبا، وأمريكا، وآسيا، وأفريقيا"، كما وفود المملكة لدى "الأمم المتحدة" في نيويورك وجنيف، و"جامعة الدول العربية" بالقاهرة، ملقياً في طيات حديثه الضوء على الأدوار التي تمارسها النساء في الخارجية السعودية. راداً في نفس الوقت على أحاديث يرددها البعض، حول "محسوبيات" في التعيين، للوظائف التي طرحتها الوزارة للمرأة في الآونة الأخيرة، وهنا نص الحوار:

تدور أقاويل يرددها البعض، حول وجود أسماء معدة سلفا، لتشغل الوظائف التي عرضتها وزارة الخارجية في الوقت الحالي، وحكر الوظائف المطروحة على قريبات وأقرباء الدبلوماسيين، أو العاملين في الوزارة، ما مدى صحة ذلك؟.

هذه شائعات تقليدية، تدحضها الإجراءات الصارمة والحازمة التي تتبع في التعيين بوزارة الخارجية، سواء بالنسبة للرجال أو النساء، واللجان المشكلة لهذا الغرض ليست فقط داخل وزارة الخارجية، ولكن تشارك فيها أيضا الجامعات السعودية، ووزارة الخدمة المدنية، لغرض تقويم وفلترة المتقدمين، والحكم النهائي يعود إلى نتائج الاختبارات، والتقديرات التي تعتبر الفيصل في مسألة التعيين، وتشارك فيها كافة هذه الجهات، وتوضح هذه الإجراءات أن قرار التعيين قرار جماعي، وليس فرديا، وليس من السهل المحسوبية والاختراق.

الشواغر الوظيفية

كم عدد الشواغر الوظيفية المتعلقة بالمرأة حاليا، في وزارة الخارجية؟

لا توجد أي وظائف تحتفظ وزارة الخارجية بها، فأي شواغر وظيفية يتم الإعلان عنها فورا، من قبل كل من وزارة الخارجية، ووزارة الخدمة المدنية، للرجال والنساء على حد سواء. وهذا الأمر يتم كما هو معروف بعد إقرار ميزانية الدولة، واعتماد الوظائف بأجهزتها المختلفة ضمن ميزانياتها، ومن بينها وزارة الخارجية، وتجرى بعدها كافة إجراءات التقويم والتعيين التي ذكرتها.

أعداد المتقدمات

ما عدد السعوديات اللواتي تقدمن للعمل في وزارة الخارجية، وكم عد المقبولات؟

في كل مسابقة تعلن، تتقدم أعداد كبيرة، ويتم الفرز وفق الشروط المعلن عنها لكل حالة. وفي المسابقة الأخيرة لفرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة، تم قبول أوراق ما يزيد عن ألف مواطنة، ممن تنطبق عليهن الشروط والمؤهلات، لتبدأ بعد ذلك إجراءات المسابقة وكافة الاختبارات التقويمية، بمشاركة الجهات الثلاث ( وزارة الخارجية – وزارة الخدمة المدنية -جامعة الملك عبد العزيز) للتعيين على الوظائف المتاحة بالوزارة.

مناصب السعوديات

ما الإدارات والوظائف التي تشغلها السعوديات في الوزارة، وما أعلى وأدنى منصب تشغله، أو شغلته سيدة سعودية في الوزارة؟

تعمل منسوبات القسم النسائي بوزارة الخارجية في معظم وكالات الوزارة، وإداراتها السياسية، والاقتصادية، والقنصلية، والإعلامية، والإدارية، والمالية، ومركز المعلومات، والدراسات، إضافة إلى الترجمة، والحاسب الآلي. ويتدرجن في العمل بالوظائف والترقية، حسب المؤهلات الجامعية، والدورات التدريبية، وسنوات الخبرة، وغيرها من معايير الخدمة المدنية، المطبقة على أجهزة الدولة. والتميز الوحيد للارتقاء في السلم الوظيفي للنساء والرجال على حد سواء، هو معيار الكفاءة، ومستويات الأداء، والانضباط الوظيفي. وكما هو معلوم فإن التعيين بالقسم النسائي بدأ متأخرا بوزارة الخارجية، والتدرج الوظيفي يتطلب سنوات متراكمة من الخبرة، لذلك فإن الموظفات بوزارة الخارجية يشغلن حاليا من المراتب الخامسة إلى التاسعة، وهن مرشحات بالتأكيد للارتقاء لمراتب أعلى، وفق قدراتهن وخبراتهن، حسب أنظمة الخدمة المدنية. كما أن الوزارة حريصة من جانبها على تكثيف الدورات التدريبية العملية والأكاديمية، لمنسوبات القسم، لتأهيلهن للمراتب المختلفة.

الدور النسائي

أي دور تلعبه المرأة السعودية خلال وجودها في وزار الخارجية، وما أهمية المرأة في العمل الدبلوماسي الخارجي؟.

القسم النسائي بوزارة الخارجية، عبارة عن مكاتب مستقلة عن قسم الرجال، كما هو الحال بالأقسام النسائية بسفارات المملكة في الخارج، الأمر الذي من شأنه توفير بيئة ملائمة تتمتع بالخصوصية، لتمكين النساء من أداء الأعمال المناطة بهن، وفق تعاليم ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا. ولكن هذا الانفصال لا ينطبق على العمل الذي يشترك فيه الجميع، حسب الاختصاص.

وما هي مهام القسم النسائي بالوزارة؟

عن دور المرأة في وزارة الخارجية، فالمرأة السعودية حظيت بنصيب وافر من التعليم، على كافة المستويات، وفي مختلف التخصصات. كما أنها تمكنت من التفوق على نفسها، في كافة المجالات التي عملت بها، وأعتقد أنه من حق الدبلوماسية السعودية، كغيرها من الأجهزة الحكومية، الاستفادة من قدراتها وكفاءتها وجهدها المميز.

السعوديات في السفارات

ما حجم التواجد النسائي في السفارات السعودية في الخارج؟.

لدى المملكة 110 بعثات دبلوماسية، موزعة بين سفارات، وقنصليات عامة، ووفود دائمة لدى المنظمات الدولية، تغطي معظم دول العالم، سواء في الدول المعتمدة لديها، أو من خلال السفير غير المقيم في الدول المجاورة لها. والوظائف المتاحة للمرأة في البعثات تنقسم إلى قسمين، وظائف دبلوماسية، ووظائف تعاقدية. أما بالنسبة للعدد، فإنه لم يصل إلى مستوى طموحاتنا بعد، ربما لحداثة تجربة تعيينهن بوزارة الخارجية، وأسباب أخرى قد تعود إلى ظروف اجتماعية خاصة بالمرأة. لكن الأهم، هو أننا بدأنا نشهد حضورا جيدا لها في بعثات المملكة الكبرى، في أوروبا، وأمريكا، وآسيا، وأفريقيا، وأيضا وفود المملكة لدى كل من الأمم المتحدة، في نيويورك وجنيف، والجامعة العربية بالقاهرة.