حدد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز 3 قضايا جوهرية ليبحثها المشاركون في المؤتمر الإسلامي العالمي بمكة الذي دعت إليه رابطة العالم الإسلامي، للنظر في واقعها، والتشاور حول برامجها، واستشراف مستقبلها، بعد مرور خمسين سنة على إنشائها. وتتضمن القضية الأولى التي بينها الأمير نايف؛ عدم فهم الإسلام على حقيقته عند البعض مما أدى بهم إلى الجنوح والانحراف عن وسطيته، والقضية الثانية البعد عن النهج الذي اختاره الله للمسلمين، مما أضعف مقاومة الأمة للتحديات، والقضية الثالثة هي تفرق الأمة، الذي يمثل تحديا لا بد من مشاركة علماء الأمة في علاجه.

كما أكد الأمير نايف في كلمته التي ألقاها نيابة عن خادم الحرمين أمس أن المملكة التي رحبت بقيام رابطة العالم الإسلامي على أرضها، لتعتز بالنهج الإسلامي الذي تسير عليه في تطبيق الإسلام ودعوة المسلمين إلى التضامن والتعاون والوحدة.




 


أكد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، أن المملكة التي رحبت بقيام رابطة العالم الإسلامي على أرضها، لتعتز بالنهج الإسلامي الذي تسير عليه في تطبيق الإسلام ودعوة المسلمين إلى التضامن والتعاون والوحدة، ودعوة علمائهم لبذل الجهد المطلوب لتحقيق آمال المسلمين في إصلاح شأنهم، ووحدة صفهم واستعادة عزتهم.

جاء ذلك في كلمة ألقاها سموه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز أمس في افتتاح المؤتمر الإسلامي العالمي الذي تعقده الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة بمناسبة مرور 50 عاما على إنشاء الرابطة بعنوان "رابطة العالم الإسلامي .. الواقع واستشراف المستقبل" وذلك بقصر الضيافة بمكة المكرمة.

وقال الأمير نايف "إنني أرجو من المسلمين أن يرجعوا إلى كتاب الله وسنة رسول الله، وهذا هو ديننا، وهذا هو معتقدنا، إن التفرقة أول التدهور والانعزال، بل هي العدو الأكبر للنفوس والغواية للبشر، والاتحاد والتضامن أساس، فيجب على المسلمين أن يحذروا التفرقة وأن يصلحوا ذات بينهم".

وطالب النائب الثاني المشاركين في هذا اللقاء الإسلامي الكبير الذي دعت إليه رابطة العالم الإسلامي، للنظر في واقعها، والتشاور حول برامجها، واستشراف مستقبلها، وذلك بعد مرور خمسين سنة على إنشائها ببحث ثلاث قضايا أساسية، تتضمن القضية الأولى عدم فهم الإسلام على حقيقته عند البعض مما أدى بهم إلى الجنوح والانحراف عن وسطيته، والقضية الثانية البعد عن النهج الذي اختاره الله للمسلمين، مما أضعف مقاومة الأمة للتحديات، والقضية الثالثة هي تفرق الأمة، الذي يمثل تحديا لا بد من مشاركة علماء الأمة في علاجه.

وكان النائب الثاني قد وصل إلى مقر الحفل أمس، حيث كان في استقباله الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي والأمناء المساعدون للرابطة، وعدد من الشخصيات الإسلامية المشاركة في المؤتمر، وعدد من المسؤولين.

وأكد رئيس الشؤون الدينية في تركيا الدكتور علي برداق أوغلو في كلمته في بداية الحفل الخطابي، أن مناشط الرابطة وسعيها في تحقيق غاياتها النبيلة لم تكن قاصرة على إقليم من أقاليم العالم، بل كانت عالمية بقدر عالمية الإسلام، وحققت بتنوعها رصيداً عالمياً منحها العديد من الشهادات والأوسمة.

وشاهد الحضور عرضا مرئيا عن تطور رابطة العالم الإسلامي وأعمالها. كما اطلع المشاركون في المؤتمر من خلال العرض على جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومساندته للرابطة حيث حققت في عهده منجزات كبرى، من أبرزها الحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة وعقد المؤتمرات العالمية لتنفيذ مبادرته، أملا في تحقيق التعايش والتعاون مع شعوب العالم ومؤسساته في المشترك الإنساني.

إثر ذلك، ألقى الدكتور عبد الله التركي كلمة قال فيها "إنها لمناسبة عزيزة تسعد رابطة العالم الإسلامي فيها بافتتاح صاحب السمو الملكي الأميرِ نايف بن عبد العزيز، نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين هذه المناسبة التاريخية، التي تجمع شخصيات متميزة من رجال العلم والدعوة والقيادات الإسلامية، وفدت إلى رحاب البلد الأمين، من مختلف أصقاع العالم، لتسهم في هذا المؤتمر الجامع الذي تعقده الرابطة، بعد مرور خمسين عاماً على تأسيسها".

ونوه بالدعم الكبير والمتواصل الذي لقيته الرابطة منذ نشأتها وما زالت تلقاه، من حكومة خادم الحرمين الشريفين، انطلاقاً من الأسس التي قامت عليها المملكةُ، في التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وتطبيقِ الشريعة في مختلف مجالات الحياة، وحمْلِ قادتِها لِهَمِّ الإسلام، وشعورِهم بالمسؤولية تجاه قضايا الأمة، وانتهاجِهم سياسةً دوليةً تتسم بالحكمة والتوازن وبُعدِ النظر، وطدت الصلة بين المملكة وبقيةِ العالم الإسلامي، أفراداً ودولاً ومؤسساتٍ، مما أتاح الفرصةَ لمشاركة الكثير من العلماء والدعاة البارزين في تأسيس الرابطة وفي مناشطها المختلفة.

وأضاف أن الرابطة حظيت منذ تأسيسها برعاية مؤتمراتها ومناسباتها، رعايةً مباشرة من الملوك: سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله جميعاً، ولا يزال هذا النهج متواصلاً في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز.

وقال الدكتور التركي "لقد حققت هذه المنظمةُ العالميةُ خلالَ نصفِ قرن، منجزاتٍ عديدةً سيكشف هذا المؤتمر عن تفاصيلها وأسهمت في نشر الوعي الإسلامي العام وتعريفِ الأمة بقضاياها.

وأرجع الفضل في ذلك إلى الله سبحانه وتعالى، ثم لخادم الحرمين الشريفين الملكِ عبدِاللهِ بن عبدالعزيز، في دعوته للحوار بين أمم العالم، ورعايتِه المتميزة لهذين المؤتمرين البارزين.

ورأى الدكتور التركي أن الحوار البَنّاء والاحتكام إلى الشريعة الغراء، من أنجع السبل للتفاهم وحل المشكلات بين الفئات المختلفة.

وفي ختام الحفل، كرم النائب الثاني ملوك المملكة العربية السعودية حيث تسلم أبناؤهم دروعا تذكارية بهذه المناسبة. كما سلم دروعا تذكارية لعدد من الشخصيات الإسلامية والأمناء السابقين للرابطة.

بعد ذلك قام النائب الثاني بتكريم ملوك المملكة العربية السعودية حيث تسلم أمير منطقة الباحة الأمير محمد بن سعود درعاً تذكاريا بهذه المناسبة.

كما سلم سمو الأمير نايف دروعا تذكارية بهذه المناسبة لعدد من الشخصيات الإسلامية والأمناء السابقين للرابطة، كما قدم معالي الأمين العام للرابطة درعا تذكاريا بهذه المناسبة لسمو النائب الثاني.

ثم غادر النائب الثاني مقر الحفل بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.

عقب ذلك بدأت أولى جلسات المؤتمر بعقد الجلسة الأولى برئاسة رئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في جمهورية السودان عبدالرحمن سوار الذهب.








نص كلمة النائب الثاني



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أيها الإخوة :

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد:

فأرحب بكم وأنتم تجتمعون بجوار بيت الله الحرام في أم القرى، مهبط الوحي ومنطلق رسالة الإسلام، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم في هذا اللقاء الإسلامي الكبير الذي دعت إليه رابطة العالم الإسلامي، للنظر في واقعها، والتشاور حول برامجها، واستشراف مستقبلها، وذلك بعد مرور خمسين سنة على إنشائها وانطلاقها من هذا البلد الأمين في أنبل مسعى، تخدم به رسالة الإسلام، وتنشر مبادئه العظيمة، وتتابع شؤون المسلمين في كل مكان .

ولقد سرّنا ما تقوم به الرابطة من أعمال أسهمت في علاج مشكلات المسلمين، وتوحيد كلمتهم، ونشر الصورة الصحيحة عن الإسلام، وتصديها للآفات التي تسللت إلى بعض المجتمعات الإسلامية، ومن أخطرها الغلو في الدين والتطرف والإرهاب، حيث قدمت في كل ذلك جهوداً مشهودة ومشكورة، إلى جانب ما قدمته للإنسانية عن طريق الحوار من مبادئ ومفاهيم إسلامية، لتعزيز التفاهم والتعاون بين شعوب العالم.

أيها الإخوة:

إن المملكة العربية السعودية التي رحبت بقيام الرابطة على أرضها، لتعتز بالنهج الإسلامي الذي تسير عليه في تطبيق الإسلام ودعوة المسلمين إلى التضامن والتعاون والوحدة، ودعوة علمائهم لبذل الجهد المطلوب لتحقيق آمال المسلمين في إصلاح شأنهم، ووحدة صفهم واستعادة عزتهم.

لقد وضعت المملكة منذ قيامها وحدة المسلمين في أولويات اهتماماتها، حيث أطلق مؤسسها والدنا الملك عبد العزيز رحمه الله كلمته المشهودة: "أنا مسلم، وأحب جمع الكلمة وتوحيد الصف، وليس هناك ما هو أحب إليّ من تحقيق الوحدة".

إن هذا كان منطلقه رحمه الله في دعوة علماء الأمة للاجتماع في مؤتمر مكة المكرمة الأول، قبل ست وثمانين عاماً، وذلك في عام 1345 وقد خاطب ـ طيب الله ثراه ـ العلماء بكلمات عرض فيها رؤيته في أوضاع الأمة ، ولخص النهج الذي يجب أن تكون عليه فقال:

" إنني أرجو من المسلمين أن يرجعوا إلى كتاب الله وسنة رسول الله، وهذا هو ديننا، وهذا هو معتقدنا، إن التفرقة أول التدهور والانعزال، بل هي العدو الأكبر للنفوس والغواية للبشر، والاتحاد والتضامن أساس، فيجب على المسلمين أن يحذروا التفرقة وأن يصلحوا ذات بينهم".

إن المملكة متمسكة بهذا النهج، فهي تحرص على تطبيق شرع الله، وتبذل جهوداً متواصلة في خدمة دينه، وفي تحقيق تعاون المسلمين وتضامنهم، ومع هذا النهج تلتقي رابطة العالم الإسلامي بأهدافها ووسائلها وخططها وأعمالها، وحق لها بذلك أن تكون ممثلة لشعوب الأمة الإسلامية، وأن تتبوأ مكانة مرموقة بين المنظمات الدولية، جعلت هيئة الأمم المتحدة تمنحها شهادة رسول السلام.

أيها الإخوة:

إن ثقتنا بكم وبالرابطة تجعلنا نضع أمامكم، وأنتم تبحثون في قضايا الأمة، ثلاث قضايا:

الأولى :

عدم فهم الإسلام على حقيقته عند البعض مما أدى بهم إلى الجنوح والانحراف عن وسطيته. وهذا أوجد تحديات خطيرة ينبغي مواجهتها بالحكمة والمعرفة والمناصحة ونشر ثقافة الوسطية بين الناس.

الثانية:

البعد عن النهج الذي اختاره الله للمسلمين، مما أضعف مقاومة الأمة للتحديات، فتجرأ عليها الأعداء وعمدوا إلى المساس بشعائرها ومقدساتها وقد كفل الله سبحانه وتعالى للمسلمين، التمكين إذا أطاعوه: "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى، وليبدلنهم من بعد خوفهم آمنا".

الثالثة:

تفرق الأمة، وهذا تحد لا بد من مشاركة علماء الأمة في علاجه، بتآلف القلوب أولاً، وبجمع الناس على الاعتصام بحبل الله ودينه "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا".

إن الأمل معقود عليكم ـ أيها الإخوة ـ أن تتأملوا وأنتم تستشرفون مستقبل أعمال الرابطة وطموحاتها، مواضع الخلل في حياة المسلمين، وأن تضعوا منهاجاً إسلامياً شاملاً للإصلاح.. إصلاح علاقة الناس بالله سبحانه وتعالى .. وإصلاح أوضاع المسلمين، وعلاج المشكلات التي يعانون منها، والإسهام في إصلاح شأن هذا العالم وتوطيد السلام والأمن لشعوبه، فالإسلام رسالة الله إلى العالمين "وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً" "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".

أيها الإخوة:

أشكركم، وأشكر رابطة العالم الإسلامي على ما تبذله من جهود إسلامية وإنسانية، وأؤكد لكم أن المملكة ستواصل دعم الرابطة ومساندة برامجها وأدعو الله أن يكتب لكم التوفيق والنجاح في هذا المؤتمر.