اليوم يمضي شهران بالتمام والكمال على الأمر الملكي القاضي بتقديم دعم لكافة الأندية الأدبية بالمملكة بمقدار عشرة ملايين ريال لكل ناد.
الأمر أشار إلى إيمان القيادة بأهمية دور الأندية الأدبية والرياضية في تقدم النهضة الشبابية، وأهمية دعمها لتتمكن من أداء واجبها الأكمل لخدمة الشباب والرياضة.
طبعا الأمر تضمن منح الأندية الرياضية دعما إضافيا بواقع عشرة ملايين ريال لكل ناد من أندية الدوري الممتاز، وخمسة ملايين ريال لكل ناد من أندية الدرجة الأولى، ومليوني ريال لبقية الأندية الرياضية المسجلة رسمياً..
لن أتحدث اليوم عن الأندية الرياضية.. الحديث عن الأندية الأدبية..
اتصلت برئيس نادٍ أدبي ـ أمون عليه ! ـ وقلت له بصراحة ما الذي تنوون عمله بهذا المبلغ؟!
ففوجئت به يرد بانفعال: "إنت رقم ألف اللي يسألني عن هذه الملايين.. غيرنا يأتيه مشاريع بالمليارات.. ولا أحد يسألهم، لماذا تركزون فقط على الأندية الأدبية فقط؟، سنخبركم لكن اسألوا غيرنا أولا"!
خلاصة الحديث: أتفق مع كل من يشير إلى مشاريع أمانات المدن ومشاريع الطرق والمشاريع الصحية التي تقدر بالمليارات.. ويطالب الناس بالبحث عنها.. لكننا ملزمون بسؤال الأندية الأدبية: كيف وأين ومتى سيتم التصرف بهذه المبالغ؟!
الأندية الأدبية تحصل على دعم سنوي من الدولة.. والدعم الأخير دخل حسابات الأندية دون أن "يُحسبْ حِسَابه" كما يقال، والوزارة لم تذكر لنا ما هي الآلية التي سيتم التصرف على ضوئها بهذا المبلغ؟
نعم هناك مشاريع بالمليارات يفترض أن تستحوذ على اهتمامنا.. لكن من حقنا معرفة الكيفية التي سيتم وفقها صرف هذه الملايين.. هل ستذهب انتدابات ومكافآت وحفلات و"مفاطيح" وطباعة دواوين شعرية بـ"الكيلو".. أم سيتم وضعها في مشاريع دائمة للأجيال تبقى شاهدة على قيمة هذا الدعم؟
الأندية استلمت الملايين والتزمت الصمت.. والوزارة لا تريد إلزام الأندية برؤيتها.. أين ستذهب الملايين يا رؤساء الأندية الأدبية؟!