اختارت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مسؤولا سابقا بالوزارة هو جون ديبيل لشغل موقع المسؤول عن الملف الإيراني في الديبلوماسية الأمريكية بدلا من الرهينة السابق جون لامبرت الذي غادر موقعه لأسباب خاصة.

ويعد ديبيل الذي شغل في السابق مواقع متعددة في مكتب شؤون الشرق الأدنى منها المسؤول عن شؤون الخليج ومصر وشمال أفريقيا قبل أن يغادر السلك الديبلوماسي ليعمل محاضرا في الأكاديمية البحرية الأمريكية واحدا من أتباع المدرسة الواقعية في التعامل مع إيران.

ويأتي تعيين ديبيل كدلالة جديدة على استعداد واشنطن لمرحلة جديدة من التعامل مع الملف الإيراني تعتمد أساسا على اتخاذ خطوات عملية وقرارات ملموسة بدلا من البقاء في درب الاتصالات والعروض الديبلوماسية ودعوات التفاوض.

وكانت تلك المقاربة قد واجهت انتقادات كثيرة في واشنطن بحكم النتائج المحدودة للغاية التي انتهت إليها. فضلا عن ذلك فإن القرار يعكس رغبة الإدارة في عدم الاندفاع وراء أصوات المغالين لأهداف سياسية ممن يعرضون مواقف حادة في تعاملهم مع ذلك الملف.

وكانت وزارة الخارجية قد رحبت بتحفظ على دعوات إيران لإعادة التفاوض حول الاتفاقية الثلاثية التي وقعت في طهران بين تركيا وإيران والبرازيل وما نقل عن استعداد إيران لمخاطبة القلق الغربي من أنشطة التخصيب.

وقال الناطق باسم الوزارة فيليب كراولي ، من المهم ألا يكون ذلك أسلوبا جديدا لتعطيل الاتجاه نحو فرض العقوبات التي أقرها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة خلال الأيام القليلة الماضية.

ومن المتوقع أن يشارك ديبيل بدور أساسي في وضع الخطوط العامة للمقاربة التي ستتبعها واشنطن في التفاوض مع إيران إذا تطورت الأمور نحو التفاوض.

إلى ذلك أكد رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة النووية علي أكبر صالحي أمس أن بلاده لن توقف عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% بشكل دائم لأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أباحت لأعضائها ذلك الحق.

واعتبر مراقبون إيرانيون لـ" الوطن" أن تصريحات صالحي تتناقض مع تصريحات وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو الذي أكد فيها أمس أن طهران ستجمد عمليات التخصيب بشكل نهائي إذا تم تزويدها بالوقود النووي. وقال صالحي في تعليقه على تصريحات أوغلو "إننا نريد الوقود المخصب بنسبة 20 % لمفاعل طهران حاليا فقط". وتابع "إذا سلمونا 100 كلج من الوقود ستكفي 7 أو8 سنوات". وأكد صالح أن بلاده لن تجمد عمليات التخصيب بشكل نهائي. وأشار إلى أن إيران ستقوم بتدشين محطة بوشهر في سبتمبر المقبل.

وقال الأستاذ الجامعي محمد سلمانيان لـ" الوطن" إن مشكلة الدول الغربية مع إيران تتمحور حول عملية التخصيب وإن هذه القضية هي السبب في إنزال العقوبات على إيران.

وأضاف أن" إيران تراجعت قليلا أمس عن تصريحات أوغلو حتي لا تحسب خطوات حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد الجديدة بأنها تراجعية ويبقي في موقف محرج أمام حكومة الرئيس السابق محمد خاتمي والمعارضة التي قبلت بتجميد التخصيب في اتفاقية سعد آباد بطهران قبل 6 سنوات لقاء تجنيب إيران العقوبات الدولية المتوالية". وعبر سلمانيان عن تشاؤمه لأي حوار مستقبلي بين إيران ومجموعة5+1.

من جهة ثانية قالت الصين أمس إنها لا توافق على عقوبات جديدة أشد فرضها الاتحاد الأوروبي على إيران ورحبت بعرض طهران العودة دون شروط للمفاوضات بشأن اتفاق لتبادل الوقود النووي.