لم تكن "رشا" ذات العشر سنوات تجيد أيا من فنون الإتيكيت وأساسيات الطهي قبل أن تنضم للدورات التدريبية التي تُنظم خلال الصيف من قبل مؤسسة التدريب التقني بمقر معهد التدريب المهني بجدة بالشراكة مع القطاع الخاص إلا أنها باتت تمتلك خبرة جيدة ـ على حد وصفها ـ تمكنها من مساعدة والدتها في العديد من المهام المنزلية، وبالتالي أصبحت الأسرة تستغني عن مساعدة العاملة المنزلية في إعداد الوجبات الغذائية ، كما أن سلطان الناصر وهو طالب يدرس بالصف الأول متوسط لم يكن هو الآخر يمتلك أي دراية في ممارسة أعمال الصيانة المنزلية الخفيفة التي تتطلب مهارات في تركيب بعض الأدوات الصحية والكهربائية وإصلاح الأعطال البسيطة إلا أنه اكتسب مهارات جديدة ومتنوعة جعلت أسرته تستغني أيضا عن طلب المساعدة من عُمال الصيانة المنزلية عند تركيب قطع غيار جديدة للأدوات الكهربائية المنزلية ما جعل أهله وذويه ينادونه ببطل البيت نسبة للبرنامج التدريبي الذي التحق به هو وشقيقه خالد الذي يصغره بثلاث سنوات.
تجارب عديدة مشابهة لطلاب وطالبات انتظموا ضمن دورات تدريبية مهنية لتعزيز مهاراتهم الفنية واستطلاع وتعلم مهارات جديدة في كل من جدة والعاصمة المقدسة، وذلك ضمن برنامج "مع البيك أنت بطل البيت" الصيفي الذي تمكن خلال 3 سنوات من استقطاب 4 الآف طالب وطالبة ممن يتطلعون لاكتساب خبرات عملية جديدة وتطوير مهاراتهم في عدد من المجالات المختلفة.
ووفقا لرئيس مجلس التدريب التقني والمهني بمنطقة مكة المكرمة الدكتور راشد بن محمد الزهراني فقد انتظم أكثر من 500 طالب وطالبة خلال الأسبوع الجاري بفعاليات البرنامج التي قُسمت إلى جزءين، يلتحق الطلاب من الفئة العمرية 12- 18 عاماً بفعاليات البرنامج المقامة بمقر المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في كل من جدة، ومكة المكرمة، وذلك عبر خمس دورات تدريبية متخصصة في حقول أساسيات إدارة الورش وصيانة السيارات، وأساسيات التعامل مع الكهرباء وإجراءات السلامة منها، وأساسيات السباكة، والإسعافات الأولية، وإجراءات مكافحة الحرائق والسلامة من أخطارها، إلى جانب دورات في الصيانة المنزلية، ومهارات الدهان.
وفيما يتعلق بتدريب الفتيات أوضح الزهراني أن الفئة العمرية 8 – 16 عاماً، يتضمن برنامجهن الصيفي لهذا العام دورات تدريبية في تصميم الديكور، والفنون، وأساسيات الصحة المنزلية، ومبادئ الاقتصاد المنزلي، والعناية الذاتية التي تشمل الإتيكيت وأساسيات الطهي، واللياقة البدنية، وإجراءات السلامة والوقاية من الأخطار، وأخيراً الإسعافات الأولية، ومكافحة الحريق.
وأشار الزهراني إلى أن البرنامج، يسعى عبر دوراته التدريبية والتثقيفية المتنوعة، إلى المساهمة في بناء شخصية الطالب والطالبة، ومساعدتهما على امتلاك مهارات وخبرات تمكنهما من الاعتماد على النفس وتخفيف أعباء الأعمال المنزلية عن الأهل، بالإضافة إلى تطوير قدراتهم كمواطنين صالحين واثقين من أنفسهم متطلعين إلى المستقبل بكل تصميم وتفاؤل. كما يحظى بمشاركة ودعم الكوادر المختصة في هيئة الهلال الأحمر السعودي وإدارة الدفاع المدني بجدة.
من جانبه أوضح رئيس العلاقات العامة بشركة البيك صلاح السيوفي أن الأسلوب المبتكر الذي يتبعه البرنامج في تثقيف وتدريب النشء أبرز أثره الكبير في تحفيز الطلاب والطالبات على بذل قصارى جهدهم وتقديم أفضل ما لديهم، وهو يظهر الحاجة إلى برامج تثقيفية وتدريبية تحظى بإقبال النشء، وبثقة أولياء الأمور في المحتوى الذي تقدمه للمساهمة في إعداد وتأهيل بُناة الغد.
