يضحكك "طارق العلي" على المسرح ولا يجعلك تتثاءب، خلافاً لمسلسلاته وأفلامه الكوميدية. وحسب نظرية نجم الكوميديا العالمي "بوب هوب" فإن فن التمثيل على المسرح ينحصر في القدرة على منع الجمهور من التثاؤب.

طارق العلي ليس ممثلاً كوميدياً ومنتجاً فنياً فحسب، بل هو ناقد اجتماعي ساخر لا يترك سلبية إلا بتعريض، ولا معاناة إلا بمناشدة، ولا يفوت فرصة دون نقد لاذع لأداء الحكومة أو مجلس الأمة فيضحك الجمهور بهدف..!

لكن حين يخرج طارق من المسرح.. فلن تجد أبهت منه أداءً في فيلمه "معتوق في بانكوك" الذي بلغت تكلفة إنتاجه 4 ملايين ريال. وأجزم أننا لن نجد فرقاً عنه في فيلمه الجديد "هلو كايرو"، خاصة أن فناني الكوميديا لدينا لا يجيدون إلا التقليد أمام الكاميرا، بل يصل بهم الحال إلى تقليد أنفسهم كما يفعل "فايز المالكي" في جميع مسلسلاته وأفلامه الكوميدية..! وحتى لو كانت أرباح فيلم "معتوق في بانكوك" كبيرة جداً كما يقول العلي، إلا أن ذلك لا يعدو كونه نجاحاً مادياً وليس فنياً، بدليل أن الإقبال على مسرحيات طارق على النت أكثر من أفلامه، ومن الطبيعي أن يكون دخل المسرح أقل من السينما لإمكانية العرض المتعدد والانتشار عكس المسرح الذي يعد مرهقاً ومحدود الربح..!

على مسرح الخليج حالياً لا صوت يعلو فوق صوت "طارق العلي" الذي يستطيع إضحاك الجميع لأكثر من 3 ساعات، ويستطيع تكرار ذات المسرحية على ذات الجمهور بلا ملل ولا سأم، ولا يعكر ذاك الاستمتاع سوى إكثاره من "التنكيت" على زملائه والاستهزاء بهم في المسرحية.. صحيح أن بعض النقاد يعيب على "طارق" خروجه عن النص، إلا أن ذلك ليس عيباً كبيراً، خاصة أن خروجه دائماً ما يكون لانتقاد ظواهر وسلبيات اجتماعية.. وهذه ستكون ميزة لو أتقن طارق ورفاقه طبختها داخل النص المسرحي بدلاً من الخروج عنه متى ما حانت الفرصة أو طرأت على بال الممثل.