شدد رئيس قسم القضاء بجامعة أم القرى عضو لجنة المناصحة بوزارة الداخلية الدكتور محمد بن سعود الحربي على أهمية التعريف بالحوار وقال لـ "الوطن": إن الحوار في الاصطلاح هو مراجعة الكلام وتداوله بين طرفين لمعالجة قضية من القضايا بأسلوب يغلب عليه طابع الهدوء وعدم الخصومة، وتناول الأدلة على مشروعية الحوار من مصدري الشريعة الإسلامية في الكتاب والسنة، وهذه الأدلة دلت على جواز الحوار المنضبط بضوابط الشريعة. فأما الكتاب فقد وردت فيه أدلة كثيرة على جوازه من خلال الآيات القرآنية والقصص, وأما في السنة فنجد أن الناظر لسيرة النبي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام يجد أنه كان يحاور المشركين والكفار من أجل أن يبين لهم الحق الذي أرسل به، ويبين بطلان ما يعتقدون، والأمثلة على ذلك كثيرة أيضاً من خلال الأحاديث النبوية، والمتمعن في آيات الحوار في القرآن الكريم يجدها ترتقي بأسلوب الحوار من خلال الأخذ بعفة اللسان وعدم الإساءة واجتناب البذاءة وعدم التحدي والأخذ بالنصيحة والهدوء والسكينة وعدم رفع الصوت.
وتناول الحربي آداب الحوار قائلا: إنه يكون بعدد من الصور من أجل بيان الحق في الدين، ويكون إما في أمور ومسائل معلومة من الدين بالضرورة مثل قضايا العقيدة والتي لا يكون فيها أي مخالفة لأهل السنة والجماعة، والشق الآخر يكون في مسائل غير معلومة من الدين بالضرورة وهذه تكون في المسائل الفقهية الفرعية ويكون الحوار فيها من أجل البحث عن الحقيقة، مشدداً على ضرورة التحلي بشروط الحوار وآدابه من أجل أن يكون هذا الحوار مثمراً ومنها الرفق واللين والالتزام بالصبر والحلم والتودد والقول الحسن وعدم العنف أو الشدة والبعد عن الغلظة.
وأضاف الحربي أن من شروط الحوار البنّاء الاستماع والفهم من أجل إظهار الحق مع ضرورة البعد عن الغضب ومسبباته والبعد عن المقاطعة أثناء الحوار لأنها تجعل من الحوار حواراً ركيكا.
كما أشار الحربي إلى أهمية فهم المجتمع لقضايا الغلو وقضايا عدم الوسطية والانحراف الفكري.