كل قضايانا وتجاوزاتنا التي يشهدها وسطنا الرياضي، وخصوصاً ما يكون منها متعلقاً بكرة القدم، نحلها دوماً بطريقة واحدة، حيث يكتفي المخطئ بطبع " قبلة" على رأس صاحب الحق، وينتهي كل شيء، وهذا خلق جيد تربينا عليه، لكنه قد يصلح في حياتنا العامة، غير أنه من غير المعقول أن نطبق ما يعتبر عرفاً وعادة وشيماً وأخلاقاً عربية عند القبائل، في أمور الرياضة إلاّ في حدود ضيقة جداً، لأنني أرى أنه لا يجب أن نقحم القيم التي توارثناها في أمور الرياضة، التي لها أنظمتها وقوانينها ولوائحها الواجب تطبيقها على كل من يتجاوز النظام ـ كائنا من كان ـ، وأن أي تساهل أو تهاون في تطبيق الأنظمة، سيؤدي إلى زيادة في الأخطاء والتجاوزات، ويجب أن ننطلق كمؤسسة رياضية تضم العديد من اللجان التي تفصل في القضايا، إلى مفهوم واضح يؤكد على أننا لسنا في "مجلس صلح" تنتهي فيه القضية بتقبيل الرؤوس.
• • لم تمض أيام فقط على اعتذار الحكم الدولي الشاب فهد المرداسي، بتقبيله لرأس رئيس لجنة الحكام عمر المهنا، إلاّ ونفاجأ بتغيبه عن حضور الاجتماع الشهري للجنة، مع زميله "دولي الصالات" سعد الكثيري، وهذا بلا شك أحرج اللجنة ورئيسها، حيث تصدرت أخطاء الحكمين في مباراتي نجران والتعاون، والأهلي والنصر مناقشات اللجنة والخبير التحكيمي في ظل غياب الاثنين، وهنا تحولت قبلة طبعت على رأس المهنا، إلى صداع في رأسه.
** ما يبحث حالياً في اتحاد كرة القدم حول مهمة الأندية السعودية الأربعة المشاركة في دوري أبطال آسيا والتي تنتظرها جولة "غير عادية" في إيران مايو المقبل، هو في اعتقادي أكبر وأبعد من ضمانات ومكاتبات واجتماعات، فالقضية لا تحتاج إلى كل هذا الجدل. نحن على حق وننطلق في مطالبنا من حقوقنا المشروعة. والرياضة التي تقرب ما بين الشعوب يختلف مفهومها عند الإيرانيين، ما يجعل ذهاب أنديتنا إلى ملاعب إيران، قرارا شديد الخطورة.
وعلى اتحاد كرة القدم أن يمارس قوته، وأن يصعّد لهجته في وجه الاتحاد الآسيوي الذي انشغل رئيسه محمد بن همام بحملته الانتخابية للفوز بمنصب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، مع أنني أعتقد أن تدخله الشخصي لحلّ هذه الأزمة هو جزء مهم في حملته الانتخابية، ومع ذلك فأنا أصر على أن القرار في النهاية يجب أن يأتي من الرياض، ومن اتحاد كرة القدم تحديداً، فالأهم سلامة وفودنا الرياضية.
• • قرأت في صفحات الرياضة لهذه الصحيفة خبراً يوم أمس عنوانه يقول "رياح التغيير تهب على الأهلي إدارياً وفنياً"، وفي الخبر أن الأهلاويين وضعوا نهاية الموسم الحالي موعداً لإحداث تغييرات جذرية على خارطة كرة القدم، وأن التنسيق جار لوضع التصورات الأولية لتلك الخطوات من خلال عقد اجتماعات بين مسيري النادي. ويشير الخبر إلى تغييرات منتظرة تشمل الأجهزة الإدارية، ومواد في اللائحة الداخلية للنادي، وبعض اللاعبين الأجانب، والتعاقد مع جهاز فني جديد، وتصعيد لاعبين من الشباب والأولمبي للفريق الأول.
"حلو كتير!"، لكنني أقترح على الأهلاويين أيضاً في خضم التغييرات التي ينوون إجراءها، تغيير موقع النادي، فلم يبق إلاّ أن يتخذوا هذا القرار الهام في اجتماعهم المقبل، ولا أدري لماذا تكبر المشكلة في الأهلي، ولماذا يحاول البعض تضخيمها، وهي من وجهة نظري أبسط مما يعتقد بعض المتشائمين، ويرتبط ذلك بالعودة إلى "هيكلة أهلي زمان" الإدارية، واختياراته الفنية، وتطبيق نظام ولوائح الاحتراف الحالية، وقبل ذلك رفع شعار "كلنا في خدمة الأهلي".
• • يقول أندريه شينيه: إننا نطيل الكلام عندما لا يكون لدينا ما نقوله.