بعد ثورة 25 يناير في مصر، بان الفنان الحقيقي الوطني من الفنان الوطني بالتمثيل.
تامر حسني ضربه الثوار في وسط ميدان التحرير، لأنه جاء لإقناعهم بأن الحكومة جيدة متى ما أعطاها الناس الفرصة، فكان هذا الكلام فرصة جيدة لضرب تامر حسني؛ ضرباً على آرائه السياسية، وضرباً على أغانيه الرديئة.
الحق يُقال، كان خالد يوسف وعمر واكد، أول فنانين ينزلان مع الناس من أول يوم، والحق يُقال إن محمد فؤاد، لم يظهر إلاّ بعد أن ظهر عمر سليمان وقال إن حسني مبارك غادر السلطة، ومع هذا صوّر محمد فؤاد كليبا مُناصر للثورة، بعد أن تأكد أن الشعب كسب المباراة، وأن المباراة انتهت، وأن حكم المباراة الذي صفّر هو الدولي المشير طنطاوي.
تيسير فهمي، أشجع فنانة نزلت للشارع وقالت كلمتها، وأمّا مي كسّاب فقالت أثناء الثورة "مين دول العيال الهمق اللي فميدان التحرير؟"، لكن بعد الثورة لم يرها أحد، ويبدو أنه لن يراها أحد لفترة طويلة، بعد أن تأكدت أن الشعب فاز واحد صفر، وأن الحكم صفّر، وأن العيال الهمق يبحثون عنها، في المدرجات وخارج الملعب.
إحراج كبير وقع فيه الفنان المصري مع الثورة، خاصة الفنان الذي قدّم أفلاما سياسية أو كان له موقف سياسي معين من خلال التمثيل، فكان ميدان التحرير اختباراً حقيقياً لمواقفه، فإما أن ينجح مع الشعب، وإما أن يرسب مع النظام.
طبعاً، لا نشكك في نزاهة أحد من ممثلي مصر، كما لا نشكك في حبهم لمصر أو وطنيتهم تجاهها، غير أن ثورة 25 يناير، كانت فرزاً سياسياً وفنياً، خرج منه من خرج بوجه أبيض مشرّف، وبقي فيه من بقي بوجه أسود وتاريخ أسود ونهار أسود و(مش فايت).