تجمعت صباح أمس نحو 20 معلمة محو أمية وأولياء أمورهن أمام مبنى إدارة التربية والتعليم للبنات بمنطقة عسير اعتراضا على قرار الاستغناء عنهن الصادر من الوزارة.

وبينت المعلمات أنهن قدمن منذ ساعات مبكرة لمقابلة مدير تعليم البنات بالمنطقة والاستفسار عن هذا القرار وأسبابه والمطالبة بإعادتهن، لاسيما أن منهن من يعانين من ظروف معيشية صعبة، ومنهن المطلقات والأرامل ومن تعول أسرتها بمرتب وظيفتها الذي لا يتجاوز 3 آلاف ريال.

"الوطن" التقت بهؤلاء المعلمات ومن بينهن المعلمة أحلام الشهراني التي قالت إنه تم تعيينها منذ العام الماضي ولمدة ستة أشهر على بند محو الأمية المسائي، وفوجئت يوم الخميس الماضي بعدم ورود اسمها ضمن أسماء المعلمات اللاتي جددت عقودهن مع أنه بقي لها 6 أشهر أخرى وفقا للعقد، بينما علمت من زميلاتها المعلمات أن من لم يأت اسمها ضمن من جددت عقودهن، فسيتم الاستغناء عنها.

وقال زوج المعلمة خديجة أبو هتلة، محمد موسى الشهراني إنه قدم وزوجته من تمنية، وهي معينة ضمن معلمات محو الأمية بالواديين ومن خريجات عام 1424 قسم دراسات إسلامية، لافتا إلى أنها فوجئت بعدم نزول اسمها ضمن المجددة عقودهن الخميس الماضي بصحيفة "المدينة".

وأضاف أن عقدها مع الوزارة مازال مستمرا لفترة معينة وأن مشروع محو الأمية لايزال قائما.

وقال إنه من ضمن بنود العقد أنه يتم البقاء عليها كمعلمة محو أمية مادام المشروع قائما.

من جهتها، قالت المعلمة لطيفة الشهراني: فوجئت أنا وزميلاتي بعدم نزول أسمائنا ضمن المجددة عقودهن، مشيرة إلى أنه كان لديهن أمل في التثبيت، وليس الاستغناء عن خدماتهن بعدما اعتمدن على الدخل المادي العائد عليهن من هذه الوظيفة. إلى ذلك، أوضحت أم المعلمة نورة محمد، وهي مطلقة، أنها قدمت من محافظة خميس مشيط بسيارة أجرة، وأن وضعهم المادي سيئ جدا، وهم يعتمدون على ابنتها في المرتب العائد من هذا العمل.

بدوره، بين عبدالرحمن أبوعساف ولي أمر معلمة، أنه حضر لتقديم شكوى لمدير التعليم منذ الصباح بخصوص عدم تعيين ابنته التي تخرجت قبل 8 سنوات.

وفي ذات السياق، أشار عبدالله آل الشيخ، وهو أخ لإحدى المعلمات المستغنى عنهن، والذي قدم إلى مقر صحيفة "الوطن" أول من أمس لتقديم شكوى باسم معلمات محو الأمية المستغنى عنهن في منطقة عسير إلى إن قرار الاستغناء نشر بالإنترنت باسم إحدى المسؤولات في الوزارة التي اتخذت هذا القرار دون أن يُعرف سببه، مبينا أن المعلمات المستغنى عنهن، منهن من لم ينته عقدها، ومنهن من وضعها الأسري والمادي صعب، مناشدا المسؤولين لضرورة إيجاد حل واتخاذ إجراء بشأن هذا القرار الذي سيؤثر على الكثير من الأسر.

وكانت "الوطن" قد نشرت أمس خبرا عن اعتزام معلمات محو الأمية المستغنى عنهن مقاضاة وزارة التربية لإيجاد حلول وإجراءات قانونية بشأن إعادتهن للعمل لاسيما أنه بلغ عددهن 550 معلمة من كافة المناطق.

"الوطن" حاولت الاتصال بمدير التربية والتعليم للبنات بمنطقة عسير الدكتور علي الموسى، ومدير محو الأمية بالإدارة إبراهيم العلكمي للسؤال عن الإجراء المتخذ بشأن هؤلاء المعلمات إلا أن هاتفيهما كانا مغلقين.