من أسوأ الأشياء أن يقتل حلمك وهو في مرحلة الرضاعة.. والقاتل هو من كنت تعتقد بأنه السبيل إلى عالم النجومية والأضواء.

العاملون الجدد في أي وظيفة والإعلام على وجه التحديد يواجهون مشكلة فطرية وهي الحساسية المفرطة تجاه زملائهم ويزداد هذا المرض الجلدي في الوسائل ذات الارتباط المباشر مع الجمهور كالمذيع والصحفي والمخرج.

من نعم الله علينا وبفضل التقنية وزحام الفضائيات انتهى ارتباط العمل الإعلامي بكبار السن ليأتي جيل جديد ومعه حزمة من الأفكار الجديدة والخروج من النمطية كسؤالي ما هي مشاعركم؟ وكيف تثمنون رعاية الملتقى السنوي الأول؟

قمة السخرية أن يشرف على هذا الجيل المتطلع أولئك الكبار الذين لم يتنحوا احتراما لأنفسهم والنتيجة هنا منتج تعيس لا يواكب الركب المرتحل لأن الربان من أعداء التغيير وقليل الطموح بطبيعة الحال.

توفيق الزايدي شاب سعودي لم يكمل عامه الثلاثين وقد قام بإخراج العديد من البرامج التلفزيونية في عمله بإحدى القنوات السعودية الحكومية كما يجيد مهارة المونتاج التلفزيوني باحترافية لكن عينه على فن لم يحظ بعد بتأشيرة الدخول إلى البلاد (الإخراج السينمائي) لكنه سعى إلى تحقيق ذاته وإثبات نفسه بمنهجية بدائية وبأدوات متواضعة كلفته المال والوقت بالإضافة إلى الجهد.

خلال سنوات تعد على اليد الواحدة عرض فيلمه الذي كان بعنوان (الصمت) في (مهرجان كان) السينمائي و(مهرجان الخليج) السينمائي بدبي وفي المغرب والإسكندرية وفي أمريكا وفي (مهرجان مسقط) السينمائي حيث حصل خلاله على جائزة الخنجر الذهبي كأفضل فيلم خليجي 2010.

وفي مطلـع هذا العام نال فيلمـه (خـروج) الذي عرض في قصر الأونيسكو ببيروت على جائزة الإبداع الذهبية ضمن المهرجان اللبناني للسينما والتلفزيون الـذي يعد الأول من نوعه على مستوى لبنان والعالم العربي.

عاد المخرج الشاب إلى الوطن منتشيا وصوره تسبقه في الصحف المحلية والعربية فخرا بهذا الإنجاز ليدخل بعد ذلك في تحقيق إداري يسائله ويعاتبه على إقدامه على العمل خارج الجهاز.. صاحبنا يقول: هل الطبيب أو المعلم أو المهندس يلام في إصداره كتابا يحمل اسمه ونحن نقول: هل من مَخرج يُخرج المُخرج؟