ونعود لحديثنا مع سمو أمين الهيئة العليا للسياحة.. المشكلة ـ يا أمير سلطان ـ أن مطار الملك خالد بدا في وضع مؤسف للغاية.. مجرد أن تتأخر ثلاث طائرات فقط يبدأ المطار يفقد اتساعه.. وكذلك الأمر في مطار الملك عبدالعزيز في جدة!
أما ما تم الترويج له من أن التأخير كان بسبب الأجواء السيئة.. فهو غير صحيح أبداً.. نعم قد يكون سببا لتأخير بعض الرحلات وإلغائها، لكنه أبدا ليس السبب الرئيس وراء إلغاء كل الرحلات.. هناك سبب آخر بدأ يظهر للسطح يدحض تبريرات مشرف عمليات مطار الملك والذي أعاد تأخر إقلاع الطائرات وهبوطها إلى الغبار!
أمس أخلت الهيئة العامة للطيران المدني مسؤوليتها من التأخر الذي طال رحلات الأيام الماضية.. وألقت باللائمة على الخطوط السعودية.. وللخطوط السعودية حديث آخر في يوم آخر.. فالذي أود معرفته اليوم: ما هي حدود مسؤولية الطيران المدني؟!
الحقيقة تقول إن الهيئة فشلت في استيعاب ركاب الرحلات المتأخرة في المطارين.. فافترش الناس الأرض.. وضاقت دورات المياه بالبشر.. مطار الملك خالد تم تصميمه قبل أكثر من عشرين سنة.. ازداد عدد الرحلات والبشر ومساحة المطار كما هي.. اسألوهم يا أمير: لماذا لا يتم توسيعه؟ ـ لماذا، مثلا، لا يتم استخدام الصالة رقم 4؟!
صدقوني لا يمكن تخيل حالة المطار إلا للذين وقفوا عليها.. إهانات مريرة تعرض لها المسافر عبر ذلك المطار.
المضحك أنني دخلت صالة الفرسان في جدة فلم أجد كرسيا واحدا.. فعلت ذات الشيء في الرياض فلم أعثر على كرسي واحد.. أليست الهيئة الموقرة ـ يا أمير ـ هي التي منحت الخطوط السعودية هذه المساحة الضيقة؟
تأخرت الرحلات فانكشفت عورة الهيئة.. كيف يحدث هذا؟ أليس للمطار إدارة تضع في حسبانها ما حدث الأسبوع الماضي؟! ـ هل سنظل نتحدث عن خيبة السياحة المحلية؟!