1- في الأولى، جاء يشكو إليّ أن مسؤوله المباشر في إدارته ورأس هرم صلاحياتها يرفض أن يضيف اسمه إلى قائمة المثبتين على الوظيفة من البند إنفاذاً للأمر الملكي. والحجة أن هذا الشاب التحق بالوظيفة على البند يوم – السبت – فيما الأمر الملكي كان عند الثانية ظهراً من يوم الجمعة. والمفارقة أن إمامنا – ووالدنا – أكرم من فوارق التوقيت التافهة، وفي هذه الفوارق تكمن – مداخل الشياطين – ولو رفع هذا المسؤول أوراق الشاب إلى مسؤول اسمه – عبدالله بن عبدالعزيز – لما ضاق رب الأسرة وكبيرها بآلاف من أبنائه يتحايلون اليوم على تفاصيل الشياطين. أقسم بالله إنه أكرم بأبنائه حتى من قراراته وإن الله أكرم منا جميعاً ولهم أن يختاروا بين كرم الله وتفاصيل الشياطين لدى بعض المسؤولين التنفيذيين.
2- في الثانية، جاء يشكو بضعة أشهر من سن استحقاق مخصصات الضمان الاجتماعي. ومثل هؤلاء المسؤولين الذين يلتفتون لفوارق يوم في وظيفة أو ثلاثة أشهر من ضمان أو حتى سويعات قليلة من استحقاق خارج دوام إنما يقفون مثل أعجاز النخيل الخاوية في بطن نهر جارف من المكارم. هذا وطن كلما أعطى لأبنائه، زاده الله من فضله وخيره واسألوا أسعار النفط وفوارقها منذ – الجمعة – الملكية المباركة وحتى اللحظة. هؤلاء المسؤولون الذين يسألون عن تكاليف الساعة وفوارق اليوم أو الشهر إنما ينوبون عن مهمة الشيطان في التفاصيل. يطربون لوفورات الساعة والشهر وهم الذين لم يحركوا ساكناً لمشاريع تأخرت بالسنين ولملايين ضاعت في زحام هذه الطفرة. وأظن – نصف جازم – أن شياطين بعض هؤلاء المسؤولين قد شاخت وهرمت وتقادم بها العمر فصارت عاجزة عن ملاحقة الأكبر الأهم. صارت هذه الشياطين حبيسة المكاتب والأوراق وتفرغت لهذه التفاصيل.
3- في الرابعة، عفواً نسيت الثالثة، جاء يشكو أنه وقع قرض التنمية العقارية يوم الأربعاء فيما الأمر الملكي ظهر الجمعة وبين اليومين مئتا ألف ريال في فرصة ذهبية مهدرة. وما بين الأولى والرابعة فوارق التفاصيل عند بعض الشياطين: فالشاب الموظف الذي تأخر حتى نهار السبت ضاعت عليه الفرصة والمواطن الذي تقدم بعجلة نهار الأربعاء أضاع فرصة عمر. في هذا الظرف الحرج من دقة التوقيت يكمن شيطان التفاصيل. يطربني أن الشيطان أحياناً أكثر حرصاً على المال العام وخصوصاً في فوارق التوقيت. مشكلة الشيطان أنه هرم وشاخ وتقادم به الزمن: أصبح عاجزاً عن الذهاب للمقاولين ومواقع المشاريع.