في مجلس سمو الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان، التقيت رهطاً من زملائي الكتاب، من بينهم الصديق (الأثري) الدكتور حمزة المزيني، وذلك ضمن القافلة التي نظمتها الهيئة العامة للسياحة والآثار.
تحدّث سمو الأمير إلى ضيوفه الكرام عن السياحة في جازان، فكان يصف المنطقة وصفَ العارف بشعابها، وقد استرعى انتباه الضيوف طرح سمو الأمير للمشكلات بشفافية وإدراك متناهيين، مع تقديم الحلول بفطنة وذكاء، مُبشراً بنمو سياحي واقتصادي وصناعي وإنساني، نذر نفسه للعمل على تحقيقه، كما استرعى انتباههم حب الناس الشديد لأميرهم، وتواضعه الجم للصغير والكبير؛ حين يسمح لشخص بسيط أن يأخذه جانباً من بين ضيوفه ليتحدث إليه حديثاً خاصاً به، وحين يأذن لرجلٍ عادي أن يتوجه إليه وهو يتناول طعامه فيتوقف ويرد عليه ويشكره، فلله دركم آل سعود، ودر شعبكم النبيل.
ولأن الحديث عن السياحة، فلا بد أن يكون سمو الأمير سلطان بن سلمان حاضراً؛ وهنا أقول له: نِعِمّا فعلت أن تجوب القوافل الإعلامية البلاد، لتنقل للناس جزءاً من المشهد السياحي في وطننا الحبيب؛ ولكن ليأذن لي سموكم أن أسجل إعجابي بشفافيتكم- أيضاً- يوم قلتم لنا ككتاب- أثناء زيارتنا لكم في مكتبكم بالرياض- إنكم عندما كُلّفتم برئاسة الهيئة العامة للسياحة والآثار من قبل سمو ولي العهد الكريم- يحفظه الله- رددتم بقولكم: أنا لا أتقن هذا المجال يا سيدي... السؤال: هل بوسعنا نحن معشر الكُتّاب أن نكون على نفس القدر من شفافيتكم فنقول لكم: إننا لا نتقن فنون صناعة الإعلام السياحي، بل ولم يسبق لأحدنا أن سُئل في المدرسة أو المعهد أو الجامعة: (ما معنى السياحة؟!).. وهل بوسع أحدٍ من فريق العمل في الهيئة العامة، أو من العاملين في المناطق من غير المختصين أن يقول مثلما قلتم؟!
سيدي سمو الأمير، أنت- شخصياً- صنعت الخطوة الأولى في الشارع السياحي بعزيمة وإصرار، فيجب أن يتولى صناعة الخطوة الثانية- معك- كل بيتٍ ومجلسٍ ومدرسةٍ وجامعةٍ ووزيرٍ ورجل أعمالٍ ومواطنٍ عادي من أجل أن نقول: إننا بدأنا نتعلم سياسة السياحة.
قلتُ:
إنْ نَهَجْنا نهجكما نجحنا.