قتل 20 شخصا أمس بانهيار الهدنة الثالثة بين الحوثيين والقبائل الموالية للدولة في منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران، والتي وقعها الطرفان منذ أسابيع. وسعى عدد من شيوخ القبائل في المساء إلى الاتفاق على هدنة رابعة، في ظل توتر واشتباكات وحشود للطرفين.
وكانت الاشتباكات بين الطرفين قد تجددت مساء أول من أمس واستمرت أمس بعد أن حاصر الحوثيون مناطق لقبائل الشيخ صغير بن عزيز إثر انسحاب قوات إسناد من الجيش من المنطقة. ونجح الحوثيون في اختراق دفاعات الشيخ ابن عزيز واقتحموا منزلا لأسرته وقتلوا ابن أخته، وعدداً من أتباعه كانوا يتحصنون في المنزل نفسه بمنطقة العمشية.إلى ذلك، دفع سوء الأوضاع في صعدة وعمران، الحكومة إلى تأجيل امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية للطلاب والتي كان من المقرر أن تبدأ أول من أمس، دون تحديد الموعد الجديد للاختبارات.
انهارت أمس الهدنة التي تم التوصل إليها لوقف القتال الدائر منذ أكثر من أسبوع بين المتمردين الحوثيين والقبائل الموالية للدولة في منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران، شمالي العاصمة اليمنية صنعاء. فقد تجددت الاشتباكات بين الطرفين موقعة نحو 20 قتيلاً غالبيتهم من رجال القبائل بعد أن حاصر الحوثيون مناطق لقبائل الشيخ صغير بن عزيز بعد أن انسحبت قوات إسناد من الجيش من المنطقة. وكشفت مصادر عن مساع لهدنة رابعة في ظل توتر وحشود بين الطرفين.
وأوضحت مصادر محلية بمحافظة عمران أن معارك شرسة دارت بين الجانبين واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، الثقيلة منها والمتوسطة حيث نجح الحوثيون في اختراق دفاعات الشيخ بن عزيز وقيامهم باقتحام أحد منازل أسرته وقتل ابن أخته، وعدداً آخر من أتباعه الذين كانوا يتحصنون معه في نفس المنزل بمنطقة العمشية.
وأشارت إلى قيام المتمردين الحوثيين بتضييق الحصار على عدة مواقع يتحصن فيها أتباع بن عزيز في محيط منزله، وأنهم قاموا بإطلاق عشرات قذائف الهاون باتجاه المنزل والمنازل المحيطة وأصابوها بأضرار مختلفة.
وازدادت المعارك ضراوة بعد محاولات للشيخ القبلي بن عزيز وأنصاره شن هجمات مضادة، وقصف مدفعي وصاروخي من موقع "الزعلاء" العسكري، إلا أن الحوثيين تمكنوا من صد هذه المحاولات بعد أن قاموا بحشد المئات من رجالهم في إطار استعدادهم لمعركة فاصلة مع القبائل التي أيدت الدولة في الحرب التي دارت بينها وبين المتمردين الحوثيين.
وكان عدد من نواب صعدة قد واصل مقاطعته لجلسات مجلس النواب احتجاجاً على تدهور الأوضاع بمحافظة صعدة وعمران. وقال الشيخ فائز العوجري إن كتلة صعدة التي علقت عضويتها احتجاجاً على ما وصفه بـ "تصفيات الحوثي للقبائل الموالية للدولة" لن تعود إلى المجلس. وأوضح أن عودتهم إلى المجلس مرتبطة بفك الحصار عن الشيخ صغير عزيز والتزام الحوثي بوقف تام للتصفيات والحرب من طرف واحد.
وحول لقاء الكتلة مع وزير الدفاع أكد العوجري أنه لا شيء يبعث على التفاؤل ولا على الطمأنينة، قائلاً إنه "لا جديد على الأرض، وجاء الوزير ليشرح لنا الوضع في حرف سفيان وصعدة ".
وطالب العوجري الدولة بأن تتدخل لحماية المواطنين الذين وقفوا معها في حربها ضد المتمردين وإيقاف الحوثي عند حده. وقال إن الشيخ بن عزيز ساند الدولة في مختلف جولات الحرب، والآن يخوض حرباً دفاعية عن بيته وأهله بمفرده، بل ويستخدم الحوثيون أسلحة الدولة المنهوبة في مواجهته.
ودفع سوء الأوضاع في صعدة وعمران الحكومة إلى تأجيل امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية العامة لطلاب محافظة صعدة وحرف سفيان بمحافظة عمران التي كان مقرراً أن تبدأ أول من أمس بعد أن تم تأجيلها في يونيو الماضي لنفس السبب، ولم يتم تحديد الموعد الجديد للامتحانات.
على صعيد آخر أكدت مصادر أمنية أن وزارة الداخلية شكلت لجاناً مختصة في كل محافظة لمتابعة الجاهزية الأمنية للبلد. وتهدف هذه الخطوة لمواجهة التهديدات المتزايدة من خلايا تنظيم "القاعدة " الذي نفذ مؤخرا سلسلة من الهجمات ضد المقار والأجهزة الأمنية في عدد من المحافظات آخرها كان بمحافظة أبين وراح ضحيته العديد من أفراد الأمن.
في غضون ذلك قالت مصادر أمنية إن الأجهزة الأمنية بعدن ضبطت شخصين على خلفية تفجير قنبلة صوتية جوار مركز تجاري في مديرية خور مكسر بالمدينة. وأشارت إلى أن التحقيقات لم تكشف إن كان المتهمان ينتميان إلى تنظيم القاعدة أو إلى قوى الحراك الجنوبي .
في تلك الأثناء أيدت الدائرة الجزائية بالمحكمة العليا الحكم القاضي بإعدام عبدالعزيز يحيى العبدي قصاصا لقتله عمدا المجني عليه المواطن اليهودي ماشا يعيش النهاري.
وفي الجلسة التي عقدت برئاسة رئيس الدائرة القاضي خميس سالم الديني قضت الدائرة تأييد الحكم الصادر عن الشعبة الجزائية بمحكمة استئناف محافظة عمران قبل عام، والذي أدانته بتهمة قتل المواطن ماشا النهاري، وهو من أبناء الطائفة اليهودية في عمران.