لم يكن المهندس محمد اليوسف "43 عاما" يعتقد أنه سيكون في موقف حرج هذا الصيف، بعد مغادرة السائق الخاص إلى بلاده في إجازة تمتد إلى 3 أشهر. المهندس محمد الذي يعمل في إحدى الشركات الكبرى بالرياض، كان يرى أنه قادر على تخطيط المشاريع وإنجازها بكل إتقان، لكنه يعترف بالفشل في إدارة مشروع السائق الخاص قائلا "غادر السائق الخاص قبل عشرة أيام، وأنا في حيرة من أمري، لم أكن أعلم أنه يمثل جوهرة خاصة بالنسبة لي، حيث عشت خلال الأيام التي تلت مغادرته الشتات المستمر بالمشاوير الخاصة حتى إنني تعرفت على أحياء جديدة وطرق لأول مرة أراها في الرياض، وأنا الذي نشأت في العاصمة ".

معاناة محمد تكمن في البحث عن البديل، حيث يشتكي من أسعار السائقين بالإيجار لفترة مؤقتة ووصفها بـ "النار".

وقال "كنت في خيار، أن أكمل المسيرة كسائق الصيف، أم أستأجر سائقا لأمارس حياتي اليومية، لكني فؤجت بالأسعار العالية جدا، والتي تتراوح بين 1700 و2400 ريال، مع دفع مبلغ 200 ريال تعويض عن الأكل".

هذه القصة تمثل المعاناة التي تعاني منها بعض البيوت خلال فترة الصيف من البحث عن بدلاء للسائقين أثناء تمتعهم بإجازاتهم، حيث تجاوزت أسعار السائقين سقف المعقول، وباتت تزاحم مصاريف الإجازة.

ووفقا لجولة قامت بها" الوطن" لدى بعض المكاتب، اكتشفت ارتفاع الأسعار بشكل واضح جدا، حيث تختلف ميزات السائقين "المؤقتين" من راتب شهري، ومصاريف أكل، ويختلف الأمر إذا كان لدى الأسرة سيارة أم تريد سيارة.

السائق غلام "باكستاني الجنسية "، والذى دخل عامه السابع بالمملكة قبل شهرين، تحدث عن عمله في الصيف في القيادة، وقال إن قيمة الطلب لديه تتراواح مابين 30 و40 ريالا، والتي تمثل فقط قدومه من مكانه في شرق الرياض إلى مقر بيت العائلة التي تريد إيصالها. ويضيف "هذا المبلغ فقط للقدوم، وفي حال وصولي للبيت يكون هناك تكلفة ثانية حسب المشوار، حيث إنني أقوم بأداء المهمة بسيارتي الخاصة، وأعتقد أنها فرصة جيدة في الصيف". ورفض غلام الكشف عن قيمة مدخوله خلال الصيف قائلا "ما شاء الله كويس".!

وتستمر المعاناة مع سعود المطيري "51 عاما"، موظف في القطاع الخاص، الذي اعتاد أن يقضي إجازته مع أبنائه خلال فترة الصيف خارج المملكة لمدة شهر تقريبا، لكنه في هذا العام لم يتمكن بسبب ظروف العمل. ويقول "لديّ سائق يعمل عندي منذ حوالي 8 سنوات، لم يذهب في إجازة إلا مرتين فقط طيلة بقائه لدينا، وفي المرتين عادة ما نكون في خارج المملكة، وبالتالي لم نشعر بفقدانه كثيرا، لكن هذا العام عشت الألم، وليس من عادتي أن أترك الأمور بدون تخطيط في أي أمر، لكن في هذا الجانب حقيقة لم أعط الأمر حقه، فتعلمت الدرس".

وأضاف " في أول أسبوع توليت الأمر، على اعتبار أن هناك إتفاقا مع العائلة لتقليل المشاوير بسبب عدم وجود السائق، لكن هذا الاتفاق لم يدم كثيرا، وجاء المقترح بالبحث عن سائق مؤقت. وسألت ففوجئت بالأسعار المبالغ فيها، والتي تقارب الألفي ريال، وهذا أمر غريب، ولكنني وافقت على مضض حتى أنهي الطلبات اليومية للمشاوير، لكني في إحدى المرات وقعت في حرج بسبب أن السائق لم يحضر لاستلام العائلة من أحد الأماكن، ورغم الاتصال المستمر عليه إلا أنه لم يحضر، فاضطررت أن أترك إحدى المناسبات لإحضارهم".

ورغم أن المطيري لديه ولد يملك سيارة، إلا أنه قال "لا يمكنني الاعتماد عليه".