دخل الطرف الكردي وسيطا جديدا لتقريب وجهات النظر بين المكونات السياسية العراقية للإسراع بتشكيل الحكومة، تزامنا مع اتصالات أمريكية مكثفة قادها الرئيس باراك أوباما ونائبه جو بايدن لوضع حد للفراغ السياسي المستمر منذ 4 أشهر. وفي هذا الصدد وصل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى أربيل لإجراء مباحثات رسمية مع القيادات الكردية. ويتوقع أن يعقد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني اجتماعا ثلاثيا في أربيل يجمع مقتدى الصدر ورئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي لبحث المساعي والجهود المبذولة لتشكيل الحكومة. وكان أوباما قد أعلن أول من أمس أن الوقت حان للأطراف العراقية كي تشكل حكومة "بدون تأخير"، وذلك خلال اجتماع مع السفير الأمريكي في العراق كريستوفر هيل وقائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال راي أوديرنو، حسبما أعلن البيت الأبيض. كما حض نائب الرئيس جو بايدن في اتصال هاتفي مع المالكي ورئيس الحكومة الأسبق أياد علاوي، على تشكيل حكومة "تضم" جميع الأحزاب، كما أعلن بيان لمكتبه. من جهة أخرى نفى القيادي في ائتلاف دولة القانون علي الأديب وجود اتفاق بين المالكي وعلاوي لتقاسم السلطة. في المقابل، أعلن القيادي في ائتلاف قائمة العراقية النائب عز الدين الدولة أن قائمته في حوارتها السياسية أقرب إلى الائتلاف الوطني من ائتلاف دولة القانون. وقال إن "ائتلاف دولة القانون لا يملك أجندة للتفاوض سوى التمسك برئيسه، والتشبث برئاسة الوزراء وبمرشح معين". وعلى الصعيد الأمني، أعلن مصدر في الشرطة أمس أن من بين السجناء الأربعة الذين فروا من سجن كروبر "وزيري العدل والمالية" و"قاض" في "دولة العراق الإسلامية"، أحد التنظيمات المرتبطة بتنظيم القاعدة. وأضاف أن "الأربعة عراقيون واعتقلوا من قبل القوات الأمريكية عام 2008 في الموصل". وكان وزير العدل دارا نور الدين قد أعلن أن "مدير السجن متوار أيضا"، رافضا تحديدا ما إذا كان ضالعا في عملية الفرار. وأشار إلى أن الفارين من بين نحو 1400 سجين كانوا في عهدة السلطات العراقية عندما سلم الجيش الأمريكي السلطات العراقية سجن كوربر في بغداد في 15 يوليو الجاري، حيث احتفظ الأمريكيون بـ200 سجين مهمين بالنسبة إليهم. في غضون ذلك، قتل عنصران أمنيان أوغنديان وعنصر بيروفي وأصيب 15 آخرين بينهم أميركيون بسقوط صاروخ أطلق على المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد والتي تضم مقارا حكومية وسفارات، بحسب ما أعلنت السفارة الأمريكية. كما قتل شخصان بينهم إمام سني وأصيب آخران بهجومين أول من أمس في الموصل، بحسب ما أعلنت الشرطة. وأصيب أيضا 3 جنود بعبوة ناسفة انفجرت لدى مرور دوريتهم في شرق الفلوجة، وفقا للضابط بالقيادة العسكرية في المحافظة العقيد ياسين محمد. وفي كركوك، أصيب قائد شرطة المدينة وقتل ابنه وهو برتبة ملازم شرطة، كما أصيب 9 آخرون بانفجار سيارة مفخخة لدى مرور موكب قائد الشرطة في حي الدوميز أمس. إلى ذلك، أفادت الشرطة أن شخصين أصيبا أمس جراء قيام مسلحين بالهجوم على منزل لأحد عناصر الشرطة في إحدى قرى منطقة أبو غريب (20 كلم غربي بغداد).