تذمر سكان حي الحرة الغربية (العنابس) في المدينة المنورة من الانقطاع المتكرر للمياه لمدة تصل أحيانا لثلاثة أسابيع متصلة وتكبد أطفال بعضهم عناء جلب المياه بالجوالين من "برادات " المساجد تحت حرارة ولهيب الشمس في الوقت الذي امتنع مدير مصلحة المياه بالمنطقة من مقابلتهم وسماع معاناتهم.
وقال المواطن سعد بن عوض الله الأحمدي إن معاناة سكان الحي مع شح المياه وانقطاعها مستمرة منذ 30 عاماً مضت، مشيراً إلى أنهم قدموا عدة شكاوى حولها إلا أنها لم تأت بجدوى، مؤكداً أن سجلات وأرشيف مصلحة المياه بالمنطقة يشهدان بذلك.
وقال الأحمدي إن مبرر المسؤولين بالمصلحة طيلة تلك الأعوام أن لديهم إصلاحا بالشبكة، وأضاف الأحمدي أنه ومجموعة من المواطنين بعثوا ببرقية – تحتفظ الوطن بنسخة منها - لوزارة المياه مطالبين فيها بالنظر في معاناتهم والتحقيق في أسبابها مشيرا إلى أن الوزارة تجاوبت معها وطلبت إفادة من مدير المصلحة بالمنطقة والذي أفادها بذات المبرر وهو إصلاح في الشبكة وذلك ما فنده المواطنون ببرقية أخرى بناء على طلب الوزارة لإفادة خطية منهم حول صحة الأسباب التي ذكرها مدير المصلحة في إفادته لها.
وطالب الأحمدي المسؤولين بزيارة الحي ليروا أطفال الفقراء والمحتاجين من قاطنيه، وهم يحضرون الماء بالجوالين بواسطة عربات الدفع من "برادات" المساجد في وقت الظهيرة وتحت لهيب الشمس.
فيما أشار المواطن عودة حضيري الكلبي إلى أنه في السابع من الشهر المنصرم قام مع مجموعة من جيرانه كممثلين لسكان الحي الذي يتجاوز عدد قاطنيه 5 آلاف مواطن بالتوجه لمكتب مدير مصلحة المياه لشرح معاناتهم له والوقوف عليها إلا أنه رفض مقابلتهم ووجه – حسب قوله – حراس الأمن لديه بإخراجهم من مبنى المصلحة دون مراعاة لسنهم وتكبدهم عناء الحضور إليه، وقال إنهم ذكروا ذلك في برقيتهم التي رفعوها للوزارة.
وقال حضيري: إن معاناتهم مع انقطاع المياه مستمرة منذ أمد طويل مشيراً إلى أنه بعد إطلاع الوزارة عليها ومتابعتها لها أصبح هناك تجاوب من المصلحة إلا أن ذلك لم يستمر، وعاد الانقطاع مجددا مضيفاً في الوقت ذاته أن المياه عندما تعود لمدة لا تتجاوز اليومين تصل للمنازل المنخفضة الارتفاع وبعدها بما يقارب الـ 24 ساعة تصل لمنازلهم الواقعة في منطقة مرتفعة سرعان ما تنقطع بعدها، وأشار إلى أن المواطنين يقومون بشراء المياه عن طريق الوايتات التي لا تصل إلى منازل البعض منهم نظراً لكثرة حفريات المشاريع المحيطة بها، وطالب الكلبي المسؤولين في وزارة المياه بالنظر إلى تقدم أغلب قاطني الحي بالسن وضعفهم بإنهاء معاناتهم مع فرعها بالمدينة.
من جانبها اتصلت "الوطن" بمدير مصلحة المياه بالمدينة المهندس نبيل بن أحمد إزمرلي والذي اعتذر عن التجاوب طالباً الاتصال به في وقت لاحق إلا أنه لم يرد على الاتصالات المتكررة بعد ذلك.