كنت أفهم أن ترفض إدارات التربية والتعليم بالمناطق منح مدارسها مبالغ مالية تعينها على دفع العجلة التعليمية، بحجة عدم وجود مخصصات لذلك حسب نظام وزارة التربية والتعليم التي تحتل رأس قائمة الأكثر نصيباً في ميزانية الدولة سنوياً.
لكني كنت وما زلت، لا أفهم لماذا تطلب إدارات التربية والتعليم من مدارسها مبلغاً مالياً شهرياً يبلغ 10 % من دخل مقصف كل مدرسة!
ولا أفهم هل يعني هذا أن الوزارة مقصرة مع الإدارات التعليمية في المناطق، لذلك لجأت الإدارات إلى مدارسها من باب "أنت ومالك لأبيك"، أو من باب أن الـ 10 % لن تضايق المدارس التي ستنعم بالباقي البالغ 90 % لتستخدمه في أنشطتها ولوازمها!
الكل يعلم أن لدينا أكثر من 30 ألف مدرسة، ولو اعتبرنا أن متوسط دخل مقاصف المدارس 3 آلاف ريال شهرياً، فإن الإدارات التعليمية ستستقطع منها 300 ريال شهرياً (ضرب) 30 ألف مدرسة = 9 ملايين ريال شهرياً (ضرب) 8 أشهر هي فترة الدوام الفعلي في المدارس = 72 مليون ريال..!
تستحصل إدارات التعليم على 72 مليون ريال من جيوب الطلاب الذين يشتكون من رداءة المقاصف المدرسية وسوء مبيعاتها وانعدام الرقابة عليها، ومع ذلك يرددون "ما حيلة المضطر إلا شراءها"..!
ماذا ستفعل الوزارة والإدارات التعليمة بهذه الملايين إذا كانت لا تفكر بالاهتمام بمقاصف المدارس ولا تدفع لتلك المدارس ريالاً واحداً، بل يستعين كثير من العاملين فيها بنظام "القطيات" من رواتبهم..!
لست ضد تعاون المدارس مع إداراتها التعليمية؛ إلا أني أعتقد أن المفروض أن يُطلب العون من (مليء)، أو على الأقل أن يكون التعاون متبادلاً!
وأختم بسؤال بريء: أين تصرف الإدارات التعليمة هذه الملايين؟