أجبر نجاح المدافع الكوري الجنوبي الدولي لي يونج بيو في تجربته الاحترافية الموسم الماضي بقميص الفريق الكروي الأول بنادي الهلال بعض الأندية السعودية على تغيير اتجاه بوصلة بحثها من الخليج العربي نحو أقصى شرق القارة الصفراء، وجاء تميز أداء ونتائج المنتخب الكوري الجنوبي في مونديال جنوب أفريقيا الأخير ليمنح هذه الاتجاه مزيدا من الجدية.

ولم يمنع عدم النجاح المصاحب لتجربة مماثلة للهلال نفسه عندما تعاقد الموسم قبل الماضي مع المهاجم الكوري الجنوبي سول في تكرار مسؤولية توجههم نحو التعاقد مع مواطنه يونج بيو الذي أثبت تميزه مع الفريق الأزرق وكان إضافة فنية كبيرة في خطوطه الخلفية، بينما بدا أن النصراويين لم يقتنعوا بإعادة التجربة الكورية الجنوبية هذا الموسم بعد إخفاق الكوري لي شون سو مع فريقهم الموسم الماضي وهروبه في منتصفه بعد أن تحصل على جواز سفره لتتوجه أنظارهم هذه المرة نحو أستراليا وتعاقدوا مع مدافع من هناك.

وجلبت إدارة الشباب الأسبوع الماضي لاعب المحور الدولي الكوري الجنوبي وفريق سوون سامسونج سونج شونج جوج ليمثل الفريق الموسم المقبل، بينما أوشك الأهلي على الانتهاء من التعاقد هو الآخر مع لاعب بوهانج الكوري الجنوبي أيضا كيم إيل نام.

ويدفعنا هذا التوجه السائد إلى التساؤل بشأن الأجواء الاحترافية التي عاشها اللاعب الكوري الجنوبي في موطنه وهل ستساعده على الانسجام في الملاعب السعودية وتقديم نفسه بصورة جيدة، خاصة إذا علمنا أن نجاح لي يونج بيو مع الهلال الموسم الماضي تحقق في المقام الأول بفضل اللاعب نفسه إلى جانب جهود إدارة الهلال في تهيئة الأجواء المناسبة للاعب بتوفير سكن له مع إحدى العائلات الكورية المقيمة في مدينة الرياض حتى يعيش اللاعب في أجواء وتقاليد مشابهة لتلك التي اعتادها في موطنه. من جهته، أكد الدولي السابق والمدرب الوطني والمحلل الرياضي حمد الدبيخي لـ"الوطن" أن "اللاعب الكوري الجنوبي قدم من بيئة احترافية كروية نشأ فيها منذ صغر سنه ونضج وكبر معها حتى أصبح لاعبا محترفا، وهذا يخص جميع لاعبي شرق آسيا، وتحديدا كوريا الجنوبية واليابان التي تعتبر من الدول المتقدمة احترافيا، والدليل أن عددا كبيرا جدا من لاعبيهم يتواجدون في أوروبا".

وأشار الدبيخي إلى أن وجود الكوريين في الأندية السعودية يدل على امتلاكهم مقومات تساعدهم على تقديم الإضافة المنتظرة، مستدركا: "تجربة الكوري لي شون في النصر لم تفشل ولكن الأجواء لم تساعده ، ولا بد على الأندية الراغبة في إحضار لاعب من بيئة كروية احترافية أن تخلق له أجواء احترافية جيدة للاستفادة منه فنيا، وإن لم يتوفر ذلك فمن الطبيعي أن تكون نتيجة التجربة هي الفشل، وأعتقد أن هناك أندية كبيرة لديها أجواء احترافية تساعد على إنجاح أي لاعب محترف".

وكان الاتحاد السعودي أقر عند انطلاقة منافسات الموسم الكروي المنقضي إمكانية تسجيل محترف أجنبي رابع بشرط أن يكون آسيوي الجنسية، تماشيا مع نظام مسابقة دوري أبطال آسيا للأندية الذي سمح للفرق المشاركة الاستفادة من تسجيل محترف آسيوي رابع إلى جانب الثلاثي الأجنبي.