بدت الأيام القليلة الأخيرة موسماً لانفلات الأعصاب والتوتر على نحو غير مسبوق يوحي بأن الضغوط بلغت مداها، وأن ثمة خللا في أكثر من موضع ـ وليس كلها ـ يحتاج ضبطاً وربطاً قبل أن يبلغ السيل الزبى.

في مباراتيه الأخيرتين شهد الاتحاد حالات شد عصبي بين اللاعبين، فكاد رضا تكر وأسامة المولد يتشابكان، وتبادل سلطان النمري ونايف هزازي الألفاظ الغاضبة، وخرج المعنيون بالفريق ليضعوا ما يحدث في إطار (الطبيعي) والمقبول، دون أن ندري لماذا لم يكن هذا (الطبيعي) طبيعياً قبل هذه الأيام.

ولم تكن الصورة مختلفة كثيراً في الأهلي، فمالك معاذ يرفض المشاركة حينا، ثم يحتج حينا لأنه سيشارك لدقيقتين، ودارت أحاديث عن رغبة فنية في إحراجه، وعن سكوت إداري على هذا الإحراج.

وفي النصر يبدو المشهد قريباً، حيث يرجع نائب رئيس المكتب التنفيذي لهيئة أعضاء الشرف الأمير طلال بن سعود ما يتعرض له النصر من أخطاء تحكيمية للتعامل المؤدب الذي ينتهجه رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي.

وفي الهلال يتهم رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد لاعبي الشباب بإصابة لاعبيه المقبلين على مباراة آسيوية مهمة.

وفي الشباب يأتي الرد من رئيس النادي خالد البلطان بمطالبة رئيس الهلال بسحب تصريحه إن كان قد أدلى به.

يمكن أن نفسر ما يحدث بأنه انعكاس وارد لاقتراب منافسات الموسم من نهايتها، حيث باتت الفرق على مقربة من الحكم على مدى نجاحها في هذا الموسم أو فشلها، خصوصاً أن نتائج المباريات الأخيرة ستمنح الشهادات، فتمر ببعض الفرق إلى المشاركة في دوري الأبطال الآسيوي في نسخته المقبلة، وببعضها الآخر إلى المشاركة في كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال. إلا أن انفلات الأعصاب إلى هذا القدر ينذر بكثير من المخاوف إن لم تستطع كل الأطراف أن تلجم الانفعال وتضعه قيد السيطرة.

وربما يبدو الغضب والانفعال مسألتين مرتبطتين بطبيعة البشر، وهذه لا جدال فيها، لكن التحكم فيهما في هذا الوقت العصيب من منافسات الموسم سيكون عاملاً إضافياً، وربما فاصلاً لمعايير النجاح والإخفاق في موسم تباينت فيه حكايات البدايات وما رافقها من طموحات وترشيحات، وقصة النهايات التي لم تأت على هوى ما يشتهيه كثيرون من أطراف اللعبة.