حصلت المملكة العربية السعودية على المرتبة الثامنة عالمياً في مجال جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وفقا لتقرير منظمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "الأونكتاد" 2010م.

وأوضح ممثل منظمة "الأونكتاد" تيرفي في مؤتمر صحفي عقده اليوم (الخميس 22 / 7 / 2010) في الرياض وجرى فيه الإعلان عن النسخة العشرين من التقرير السنوي عن الاستثمار العالمي لعام 2010 م أنه رغم الأزمة المالية العالمية وآثارها الضخمة في عام 2009م وما تبعها من انخفاض حجم الاستثمارات التي شهدتها المملكة بنحو 7% مقارنة بالعام 2008م إلا أن المملكة واصلت تحقيق النجاح في مجال جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة مقارنة بدول متقدمة في هذا المجال واستطاعت أن تتبوأ المركز الثامن من بين دول العالم، بعد أن كانت في المركز الـ14 في العام الماضي حيث بلغ مجموع التدفقات الاستثمارية الأجنبية الداخلة إلى المملكة في العام 2009م حسب تقديرات المنظمة 133 مليار ريال.

وأشار ممثل منظمة "الأونكتاد"  إلى أن صافي التدفقات الداخلة قد أدى إلى ارتفاع إجمالي رصيد الاستثمارات الأجنبية في المملكة إلى 552 مليار ريال بنهاية عام 2009م مبيناً أنه طبقا للتقارير الصادرة عن منظمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "الأونكتاد" فإن أن المملكة العربية السعودية تملك إمكانات في جذب الاستثمارات تفوق ما تحقق فعليا وقد كان الفرق في السابق كبيرا ولكن تحولا كبيرا قد حدث نحو تقليص الفجوة بين الإمكانات والمتحقق الفعلي خلال العامين الأخيرين 2008/2009م".

وتطرق التقرير إلى أهم توجهات الاستثمارات الأجنبية الواردة للمملكة ومن بينها القطاعات الصناعية التي تتضمن البتروكيماويات وصناعة تكرير النفط والخدمات المالية البنوك والتأمين والاستثمارات في العقارات والبنية التحتية وقطاع المقاولات إضافة إلى قطاع الاتصالات والنقل وتقنية المعلومات وقطاعات التعدين واستخراج البترول والغاز.

ونوه ممثل المنظمة الدولية بالإجراءات والسياسات التي اتخذتها المملكة والهادفة إلى تعزيز فرص الاستثمار الأجنبي في المملكة وتهيئة المناخ المناسب لها وحزم المحفزات للمستثمرين الأجانب وعملها باستمرار إلى توجيه فوائضها المالية للاستثمار في مجالات التدريب والتعليم والبنية التحتية وتقنية المعلومات بوصفها استثمارات طويلة المدى.

وتوقع أن تحافظ المملكة العربية السعودية على مركز متقدم في مجال جاذبية الاستثمارات الأجنبية الواردة إليها نظرا لما تمتلكه من مزايا تنافسية كبيرة وتميزها بمصادر غنية.

وتناول ممثل منظمة "الأونكتاد" في عرضه لتقرير 2010 إلى ما وصفه بالانخفاض الكبير في التدفقات النقدية للاستثمارات الأجنبية في العالم التي تراجعت في العام الماضي 2009م بنسبة 39% مقارنة بالعام 2008م مقدرا التدفقات النقدية في العام 2008م بنحو 1.7 تريليون دولار فيما أظهرت الدراسة أن التدفقات النقدية للدول المتقدمة قد انخفضت في العام الماضي بنسبة 41% وكانت أكبر التراجعات في الاستثمارات الموجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأسبانيا وفرنسا والسويد.

وقال إن التدفقات الأجنبية المباشرة إلى الدول النامية تراجعت في العام الماضي بنسبة 35% بعد أن كانت تحقق معدلات عالية في السنوات الماضية مرجعا ذلك إلى انخفاض عمليات الاستحواذ والاندماج.

ولفت التقرير الانتباه إلى أن التدفقات النقدية في القارة الإفريقية في العام الماضي قد تراجعت بنسبة 36% ، كما انخفضت التدفقات الأجنبية إلى دول جنوب وشرق وجنوب شرق أسيا بنسبة 32% والى أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي بنسبة 41%.