كم من لاعب محلي مقنع، وهو لا يلبس القناع!

هل فهمتم ما أعنيه؟.

إنه وجه واحد في الأصل، لكنه يتحول حسب الظروف إلى أكثر من وجه، وهذا بكل ألم وأسى وحسرة وأسف واقع بعض اللاعبين المحترفين، الذين زادهم بريق الشهرة غطرسة و"شوفة نفس"، وأصبحوا لا يريدون تذكر ماضيهم البسيط، وأيام الحارة الشعبية وناسها الطيبين.

كثيرون ممن التقيتهم في مناسبات عدة تحدثوا لي عن بعض نجوم كرة القدم السعودية، وكيف أنهم عندما يلتقون بهم، فإنهم لا يعيرونهم أي اهتمام، وكأنهم لم يسبق لهم أن كانوا ـ عيال حارة ـ، لعبوا في ملاعبها الترابية، وتسامروا ليال طوال.

إنه أمر عجيب، يحتاج في رأيي إلى تحليل من أساتذة الطب النفسي لحالة هؤلاء المرضى من اللاعبين، وأضغط على وصفي لهم بـ"المرضى"، لأنهم لو لم يكونوا يعانون من مرض الفوقية لما فعلوا ذلك، ولما تنكروا لأصدقائهم القدماء قبل زمن الطفرة الاحترافية.

أما البعض الآخر منهم، فهو نجم في الملعب، يصفق له الجمهور، ولكنه عندما يتحول إلى الأماكن العامة تجده شخصاً آخر، يصافح الناس بأطراف أصابعه، وكأن بهم مرضاً معدياً، هذا إذا تنازل ليصافحهم، ناسياً ومتناسياً أن هؤلاء الذين يرفض الجلوس معهم، أو التحدث إليهم، هم الثروة الحقيقية له.

لا أقول ذلك تجنياً على أحد، ولكنني شاهدت ذلك بنفسي أكثر من مرة، ولأكثر من لاعب، ولم تعجبني تصرفات من رأيتهم ـ سواء كان ذلك في متجر، أو في مطعم ، وحمدت الله حينها على نعمة ـ حب الناس ـ، لأنني سمعت من كان يهتف ويصفق لهؤلاء اللاعبين ممن هم من أنصار ناديه، من يقول ما الذي يجبرنا على تشجيع وحب هذه الأصناف من اللاعبين، إذا كانوا يتعاملون مع المجتمع بهذه السلوكيات السيئة، وهذا الأسلوب المرفوض من العنجهية وسوء الخلق.

وإذا كان لاعب الاتحاد ونجمه المميز محمد نور، قد وضع القناع على وجهه، فإن محمد نور اللاعب الذي يمتعنا داخل الملعب، تتحول صورته خارج الملعب إلى صورة أجمل، حيث يثني كثير ممن قابلتهم على لطفه وتعامله الطيب مع الناس، وعطفه على أقربائه وتلمس احتياجاتهم ومساعدتهم.

تلك صورة من صور اللاعب النجم الذي نريده، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أقربكم مني منزلة يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً"، وإن اكتمال الصورة أن تكون نجماً في الملعب وخارجه، وألا تزيدك الشهرة والمال إلاّ تواضعاً وشكراً وحمداً لله على فضله ونعمته عليك، فكم ممن يحملون الشهادات العليا في تخصصات دقيقة ومهمة لم يجدوا فرصة عمل حتى الآن.

لكن صور احتقار الناس، والتعرض لهم بأوصاف وألقاب فيها شيء من السخرية، أمور مرفوضة وغير مقبولة في مجتمع اتصف بالحب والخير والتسامح، وما يقال عن اللاعب الكبير محمد نور في بعض المواقع، ووصفه بـ"أم خماس" ذلك المسلسل الكرتوني، أو إطلاق اسم "زورو" عليه، كلها ألقاب ومسميات تجرحه كإنسان، وأقل ما يمكن أن توصف أنها إهانة لإنسان، كل ذنبه أنه يلعب في ناد منافس لأندية هؤلاء، أو أنه صاحب بشرة سمراء، فهل يقبلها أحدنا على نفسه؟

أكاد أجزم أن هؤلاء الذين لم يعجبهم شكل محمد نور الجديد، يتمنون لو أن في أنديتهم من هو مثل محمد نور، ولو كان في مقدور أنديتهم التعاقد معه، لكانوا أول من يرحب بهذه الخطوة، لأنهم يعرفون تماماً من هو محمد نور، وأنه أحد أهم وأبرز لاعبي النخبة في كرة القدم السعودية.

•• مانشيت رئيسي ••

رئيس تحرير جديد يغادر.

إنها سطوة الإدارة في المؤسسات الصحافية على رئيس التحرير، والتي لم تجد من يوقفها حتى الآن، ليضع حداً لتدخلاتها، حتى نجد صحفنا في النهاية بلا رؤساء تحرير ..!