لا شيء يسعد الدكتور أحمد بن حسين هاشم مثل رؤيته للشبان والشابات السعوديين وهم يرتدون ثياب العمل ، وينخرطون بحماس في بناء وطنهم ، ومع أن الدكتور هاشم المتخصص في الموارد البشرية لا يزال شاباً، إلا أنه يحمل هم الكهول فيما يتعلق بمجتمعه الذي يرى حسب رأيه أنه مجتمع قادر على إنجاز ما لا نستطيع تصوره لو توفرت ظروف مناسبة لهذا الإنجاز.
ولذلك فكر بمشروع يبدأ من جدة ، يوفر فيه هذه الظروف. فمالذي يحتاجه الشبان السعوديون ؟ هكذا بدأ الفكرة بسؤال ، وكان جوابه أنهم بحاجة إلى التدريب ، وفوقه توفير فرصة عمل ، لذلك يقول الدكتور هاشم أعطيت الأولوية لفكرة التدريب، لأنك لا يمكن أن تدفع شخصاً إلى سوق العمل من دون أن يكون لديه ما يعطيه. وحين قمنا بدراسة إمكانية تنفيذ مشروع لتدريب الشبان والشابات على مهن مختلفة، تبين لنا أن هناك 35 ألف أسرة فقيرة بجدة لديها شبان وشابات عاطلون عن العمل وليس لديها أي موارد مالية ، كما بينت الدراسة أن آلافا أخرى من الأسر مواردها محدودة ولا تغطي تكاليف عيشها ، ففكرت بإنشاء مركز لتدريب أبناء هذه الأسر ، والتقت هذه الفكرة مع فكرة أخرى تعمل عليها الدكتورة شقرة بنت ناصر وهي أيضاً متخصصة في الموارد البشرية ، ومنذ عام ونصف تقريباً بدأنا بالتنفيذ ، حيث قمنا بمساعدة متبرعين بإنشاء أول مركز خيري للتدريب في جدة ، ثم اتسعت الفكرة حين وجدنا أن الكثيرين من أبناء المجتمع الميسوري الحال لديهم الرغبة في مساعدة أبناء مجتمعهم ، فقررنا توسيع المشروع وتحويله إلى مدينة تدريب ، وكل ما كنا نحتاجه في حينها هو أرض مناسبة لإقامة المشروع عليها.
انعطافة جادة للمشروع
لم نتمكن من تنفيذ المشروع كما حلمنا به ، ولكننا أنجزنا الكثير من الفكرة ، وقمنا بتدريب أكثر من 1200 شاب وشابة على العديد من المهن ، ووفرنا 48 محلاً تجارياً مجاناً تبرع بها رجل الأعمال أحمد بامجلي في مجمعه بشارع فلسطين لصالح المشروع . اليوم نحن نفتح باب الانتساب لمجموعات أخرى وسنستقبل الراغبين حتى التاسع من سبتمبر القادم.
وأوضح الدكتور هاشم أن الدفعة الأولى من خريجي الجمعية والتي لم يتجاوز عمرها منذ التأسيس وحتى الآن العام ونصف العام قد أنهوا متطلبات تخرجهم وسيتم الاحتفال بهم خلال شهر رمضان المقبل وتسليمهم مفاتيح مشاريعهم التجارية الخاصة من دون مقابل.
وفي الوقت نفسه سترعى حرم أمير منطقة مكة المكرمة العنود بنت عبد الله في منتصف رمضان القادم تدشين مركز التدريب النسائي الحرفي في شارع الأمير ماجد ،وقد تبرع به الدكتور عبد الله بقشان بما في ذلك رواتب موظفي المركز.
أما مسارات التدريب، فيقول الدكتور هاشم "إننا اعتمدنا برامج أرامكو على مستوى الجودة، وهي تشمل التدريب على صيانة الكمبيوتر والهواتف المحمولة ، التصميم والديكور، والخياطة والتطريز ، وفنون الرسم والتشكيل ، والإكسسوارات المنزلية، وفنون الخزف، والتصوير وتغليف الهدايا وتصميم الأزياء".
ويفترض رئيس مجلس إدارة حرفية أن المشروع الذي أصبح يملك اليوم 3 مراكز للتدريب ، سيتقدم إلى الأمام بخطوات واسعة ليساهم في التنمية الاجتماعية والبشرية ، خاصة أن وزارة الشؤون الاجتماعية تبدي اهتماماً جدياً بالمشروع ، إلى جانب العديد من رجال الأعمال الذين تحمسوا له وهم على استعداد للمساهمة فيه.