مطالبنا بسيطة للغاية ، وأحلامنا محدودة وسهلة المنال ، والأمر يتطلب فقط عربات متنقلة تجوب القرى والهجر تحمل كاميرات التصوير وأجهزة البصمة ، وتحل مشكلة إصدار بطاقات الأحوال بالنسبة للنساء العجائز ، وحتى الموظفات وطالبات الجامعات والمعاهد، هكذا بدأت مجموعة من المواطنات بمحافظة الليث في سرد معاناتهن في السفر والتنقل والترحال للمدن الرئيسة من أجل إصدار بطاقة الأحوال ، وذلك لعدم وجود فرع للأحوال المدنية بالمحافظة حتى الآن، هكذا يرين الحل سهلا ويسيرا وغير مكلف بالمرة إذا تعذر إنشاء المكتب الفرعي الذي يخدم آلافا من بنات حواء اللائي يضطررن للسفر وترك مسئولياتهن وأولادهن بغية البطاقة الحلم.

وقد شكت العديد من الموظفات لعدم وجود فرع نسائي لللأحوال المدنية ، معتبرات عدم وجوده غير مبرر في ظل تسارع وتيرة التقدم العلمي والعملي بالمحافظة ، وخصوصا بعد مشاركة المرأة في مجالات التنمية بالمحافظة في التعليم العام والعالي والصحي .

وقالت لـ "الوطن" المواطنة سلوى القرشي " استبشرنا خيرا بقرار السماح للمرأة بأخذ بطاقة شخصية للأحوال المدنية وتوقعنا أن تتسارع الخطى نحو تذليل العقبات أمامنا بفتح مقر نسائي للأحوال في محافظة الليث ،ورغم طول مدة القرار إلا أن عملية الشروع في اتخاذ قرارات لهذا المشروع نجدها متأخرة جدا ,فمن غير المعقول ألا يتم تعميمها داخل المحافظة حتى الآن."

وقالت لـ "الوطن" المواطنة ردينة الشريف إننا نتكلف عناء السفر إلى محافظة جدة أو مكة المكرمة لأجل أن نعمل على إجراءات بطاقة الأحوال المدنية . في حين أن ذلك يكلفنا الكثير من الجهد والوقت .

وأضافت لينا السيد "عانيت وعائلتي التي أنتمي إليها بسبب نقص أوراق ثبوتية عندما سافرنا إلى مكة المكرمة بغية أداء العمرة ،وعندما انتهينا ألم بأحد أفراد العائلة عارض صحي اضطر خلاله للتنويم بالمستشفى، وعندما توجهنا إلى ألفندق طالب موظف الاستقبال بأوراق ثبوتية، وباعتباري مضافة إلى زوجي الذي لم يكن معنا في تلك الرحلة الإيمانية، ولايوجد مايثبت أهليتي مع أهلي ، فقد رفض إنزالنا بالفندق مما اضطرنا إلى البحث عن غيره ، ولما تكرر معنا نفس الموقف ، ومن فندق إلى آخر ظلت المتاعب إلى أن وجدنا الشخص الذي تفهم وضعنا كأسرة ،لا نثير الشكوك فنحن أسرة بأطفالنا وأهلنا وذوينا، وبناء على مفاهمة مع موظف الاستقبال الذي أسكننا على وعد منا بالتصرف وإحضار البطاقة في اليوم التالي، و لما علم زوجي بالأمر حينما دار بيننا اتصال للاطمئنان على أحوالنا فوجئنا به يتكبد عناء السفر ويأخذ إجازة من عمله لإحضار كارت العيلة الخاص بي ، وحضر لاصطحابنا في رحلة .

ومن جانبها قالت المواطنة سهيلة العتيبي : نحتاج إلى بطاقات أحوال مدنية لأجل فتح حسابات بنكية بدلا من الإتيان بمعرف سواء كان الزوج أو الأب أوالأخ إلخ .....

وأشار لـ "الوطن" رئيس لجنة التنمية بمحافظة الليث سعيد سند الزبيدي إلى أن تعميم بطاقات الأحوال للنساء لا يزال مقتصرا في بعض المناطق ، ونوه الزبيدي إلى أن المطلوب جهاز تصوير وبعض أجهزة الكمبيوتر من أجل إدخال البيانات وهي قد لاتكلف كثيرا، المهم هو تفعيل القرارات .

وقال خليل حيدر المنديلي إن تفعيل قرار وجود فرع نسائي للأحوال المدنية بالليث سيخدم نساء المحافظة بشكل فعال، فهناك الكثير من الفتيات والنساء والأرامل وكبيرات السن بحاجة لبطاقة أحوال بدلا من كرت العائلة.

وقال رئيس بلدية محافظة الليث المهندس ناصر سالم المتعب إن مشاركة العنصر النسائي في عملية التطوير والبناء بالمحافظة تتطلب وجود فرع للأحوال المدنية ، حيث رفعت طلبات بوظائف نسائية بالبلدية. وضرورة وجود بطاقات أحوال من أهم الشروط للتقدم لشغل الوظائف وهو أمر بديهي.

فيما أيد رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورئيس المجلس البلدي بمحافظة الليث الدكتور حسن محمد البركاتي وجود هذا الفرع لما يمثله من أهمية قصوى لخدمة بنات ونساء وكبيرات السن بالمحافظة وأكد أن من حق المحافظة أن تتمتع بوجود هذه الخدمة .

وحذر محمد يحيى العيافي من أن عدم إيجاد فرع نسوي قد يسول لضعاف النفوس التزوير في أوراق قضائية من خلال الإتيان بنساء بخلاف أسمائهن الحقيقية وقد شهد القضاء في المملكة قضايا مماثلة من هذا التحايل ، بينما طالب محمد عبدالله الخربطي المجلس المحلي باعتباره القناة الرئيسية لعبور أي مشاريع إلى المحافظة بالقيام بدوره الفعال تجاه تجديد مطالبته بإنشاء فرع نسائي للأحوال بالليث ، وأن يكون ذلك على قمة سلم الأولويات بالمحافظة .

واقترح المواطن عبد المعين عبدالله المهابي إيجاد سيارات متنقلة مزودة بأجهزة تصوير وكمبيوتر مزود بخدمات وبيانات طالبي بطاقات الأحوال المدنية إلى القرى والهجر، وذلك للتيسير على كبار وكبيرات السن اللائي لايستطعن السفر الى المدينة من أجل عمل البطاقات.