وسط أجواء حميمية وعلى ضفاف البحر الأحمر، وبحضور المدير العام حاتم مؤمنة ونائبي رئيس التحرير عبدالله القبيع وجاسر الجاسر، أقامت مؤسسة عسير للصحافة والنشر "صحيفة الوطن" مساء أول من أمس حفلا تكريميا لعدد من منسوبيها ممن انتهت أعمالهم وذلك بقاعة لازوردي بفندق بارك حياة بكورنيش جدة.
وبدأ الحفل بكلمة المدير العام التي تطرق فيها إلى مجهودات المكرمين وإسهاماتهم المؤثرة، والتي شكلت إضافات وسجلت حضورا متميزاً للصحيفة.
وقال حاتم مؤمنة "إننا الليلة نجتمع لتكريم ثلة من رفقاء الدرب وزملاء الحرف أثروا حياتنا بعطاءاتهم ولازمونا ردحا من الزمن وكانوا معنا يدا بيد، فكرا متوقدا وحراكا لا يتوقف، كل ذلك لبناء هذا الصرح الإعلامي الكبير الذي غدا مدرسة شامخة مستقلة بذاتها".
واختتم المدير العام كلمته بأن "التكريم ما هو إلا جزء يسير نظير إسهامات ومجهودات المكرمين الكبيرة، ومن باب الوفاء نجتمع الليلة على أن يظل تواصل المسيرة أينما كنتم" مؤكدا على أن "الحب الذي جمع الجميع، سيظل قائما ما دامت القلوب تآلفت وغرست المحبة في كل الأرجاء".
عقب ذلك، ألقيت كلمة المكرمين ألقاها نيابة عنهم مدير التحرير سابقا الزميل شريف قنديل، حيث قدم شكره وكافة زملائه المكرمين للمؤسسة على هذه اللفتة، قائلا إن "هذا التكريم بمثابة الوشاح الذي يطوق أعناقنا".
وتناول قنديل مسيرته وزملائه في "الوطن"، موضحا أن "ما تحقق خلال الفترة الماضية في هذا الصرح الإعلامي من نجاحات وقفزات تخلد في ذاكرة سجلاتهم المهنية" مختتما كلمته بالشكر الجزيل لجميع زملاء الدرب والحرف الذين زاملوه ولازموه خلال فترة عمله بالمؤسسة، متمنيا للصحيفة التقدم والازدهار.
واختتم الحفل بتكريم المحتفى بهم، إذ قدم المدير العام ونائبا رئيس التحرير عبدالله القبيع وجاسر الجاسر ومساعد رئيس التحرير عمر المضواحي ومدير إدارة الموارد البشرية عبدالله دهيثم ومشرف عام الإعلان خالد عطية الدروع والهدايا للمكرمين، وهم:
شريف قنديل، محمد الشمري، قصي البدران (بالنيابة)، مازن عليوي، محمود مشارقة، باسل المشرف، وائل أبو منصور، سهل المدني، وعلي حلواني.
تفرقنا المحطات .. وتجمعنا موانئ الكلمة
لم تكن مؤسسة عسير للصحافة والنشر" صحيفة الوطن" في يوم من الأيام عاقة بحق من خدموها، ولم تكن إلا وفية لكل من بذل قطرة عرق أو ومضة فكر في مسيرتها. وعرفت " الوطن " بأنها سجلت وعبر مسيرتها القصيرة أنها احتضنت العشرات – إن لم نقل المئات - من الصحفيين الذين أسهموا بتجاربهم في المعمار المهني والفكري لهذه المؤسسة الصحفية الحديثة.
خلال عام 2010 انتهت خدمات بعض الزملاء الأعزاء من أسرة التحرير، وكثير منهم كان في مواقع تحريرية قيادية. وبصرف النظر عن ظروف مغادرة بعضهم، إن كانت برغبة منهم أو في إطار اتفاق ودي مع المؤسسة في إطار إعادة الهيكلة، فقد نظر الجميع إلى هذا الأمر باعتبار مغادرة زملاء وانضمام آخرين أمرا عاديا في الوسط الصحفي، لا ينال لا من مهنية المغادرين أو قيمتهم المعنوية و لا من مقومات " الوطن " الوظيفية.
لقد تعود الصحفيون على الترحال المستمر، مثل الطيور، من شجرة إلى شجرة، ومن موقع إلى موقع. وأذكر أنني خرجت في حياتي المهنية من صحيفتين وعدت إليهما بمرتبة أكبر وراتب أعلى، ولم أعتبر أن ذلك كان عيبا في مسيرتي الحياتية.
لقد كرمت " الوطن " مساء أول من أمس زملاء أعزاء عاشوا معنا سنوات.. سهرنا معهم الليالي لعصارة صحفية يومية.. تقاسمنا البسكويت الحاف، و ارتشفنا معا كوب قهوة باردة(بفعل الانهماك)، تجاذبنا الآراء و تجادلنا، وربما ارتفعت أصواتنا، لكننا كنا نعد الجدل في قاعة التحرير ميزة الصحفيين الحقيقيين والعمل الصحفي الجاد المثمر. لم يضمر أحدٌ لأحدٍ شرا بفعل اختلاف وجهات النظر، لأن "ديسك" الأخبار يقيم جودتها بورشة يومية لوجهات نظر عن طبيعة الحقائق وتوثيق المعلومات وجدة الأنباء وسخونة المواقف في القصة الصحفية.
و"الوطن" إذ تكرم نخبة من الصحفيين اللامعين الذين أثروا مسيرتها بجهدهم و فكرهم و تلاوين أقلامهم الثرية بالأفكار والمواقف إنما تعترف بفضلهم، وتسجل عرفانا بدورهم و تثمّن تجربتهم المهنية المضمخة بكل خبراتهم الإنسانية والإعلامية والثقافية.
أحيي زملائي الفرسان الذين حضروا الحفل وافتقدوا وجودي، بصفتي زميل لياليهم، وصديق نفوسهم قبل أن أكون مشرفا على أعمالهم، فالواقع أننا في "الوطن" لا نؤمن بسلطة الصحفي على الصحفي. إنما بروح الفريق الصحفي الواحد، بكل ما تعنيه هذه العبارة من حميمية العلاقة الإنسانية و تلاقح الثقافات الشخصية وتبلور ذلك مع منظومة القيم الصحفية الصارمة التي نشأت عليها " الوطن " لخلق علاقة عملية خلاقة تتعدى التراتبية إلى تبادل النقد الذاتي، حتى إن مدير عام المؤسسة الأستاذ حاتم مؤمنة عندما حضر اجتماع مجلس التحرير للمرة الأولى بعد تسنمه إدارة المؤسسة فوجئ بحجم النقد الذاتي في الاجتماع وسأل: ماذا فعلتم إذا كان هذا اللوم الذاتي بهذا الحجم ؟
أحيي الأصدقاء ؛ شريف قنديل، الباحث في تفاصيل الأخبار عن مانشيت ساخن للصفحة الأولى.. ومحمود مشارقة، الصارم في تقييم جودة القصة الصحفية الاقتصادية حد الاشتباك اليومي.. وقصي البدران، القلق دوما على قصص المنطقة الشرقية في خريطة العدد.. ومحمد الشمري، الصحفي اللامع في فكرته الاقتصادية .. و مازن العليوي الذي كان يبدو سعوديـا أكـثر من بعض السعوديين في ملاحظاته اليومية الدقيقة لصفحات الرأي ..
شكرا لوفائكم، و شكرا لسؤالكم العاتب عن غيابي الذي أحيله إلى الصديق عبد الله مشبب الأجهر نائب الرئيس للعلاقات العامة والإعلام في الخطوط السعودية .