لم يكن وقوف عدد من الأطفال ـ لم يتجاوز عمر أحدهم سبع سنوات ـ في طابور توقيع ديوان "حديث الهدد" للشاعر محمد جبر الحربي الحدث اللافت الوحيد، خلال الأمسية الشعرية التي نظمها نادي أبها الأدبي مساء أول من أمس. حيث دار نقاش بين صاحب ديوان "خديجة" وعدد من الحضور حول "النفس القومي" في قصائده.

كذلك أجاب الحربي في الأمسية التي أدارها الشاعر عبدالله بن صد (أحد الوجوه الشعرية التي ظهرت خلال ثمانينات القرن المنصرم) على تساؤل الدكتور عبدالله حامد عن سر "تميز علاقة الحربي بزوجته الشاعرة خديجة العمري.

وكانت الأمسية التي نظمها أدبي أبها شهدت مشاركة الشاعرة عبير العلي إلى جانب الحربي في أول ظهور منبري لها. وبدأت الأمسية بمقدمة وصفت بـ"الشاعرية" لمديرها ابن صد، رصد فيها بعض محطات الحربي الشعرية حيث قال "إن حضور الحربي بعد ربع قرن إلى منبر نادي أبها يمثل احتفاء بقامة أدبية شاعرة مليئة بالدهشة".

ثم ألقى الحربي عدة قصائد منها "صباح الخير" و"جنوب" و"ملاك" و"وطن الجنى" و"حديث الهدهد" و"من أنا" و"أسالك الله".

أما العلي فقرأت قصائد منها "عنق اشتهاء الجمل" و"عطرا يتثنى" "وجهه المستحيل" و"دالية آن قطافها" و"محراب يقين" و"تراتيل وجد".

وبعد انتهاء الشاعرين من إلقاء قصائدهما، داخل عدد من الحضور من الصالتين الرجالية والنسائية، حيث بدأ الدكتور عبدالله حامد مداخلته بالتأكيد على أن الحربي تميز عن غيره من الشعراء بعلاقته الراقية مع زوجته الشاعرة خديجة العمري قائلا "لا يمكن الحديث عن الحربي دون الحديث عن خديجة، وهو أمر يستحق الإشادة والإعجاب". وأضاف "في الجانب الفني ألحظ أن لدى محمد جبر رؤية تفاؤلية عن المستقبل العربي عبر ديوانه عبر أزمان العرب، مع أن الواقع يدعو للإحباط فما سر هذا التفاؤل؟ "ودعا حامد الشاعرة عبير إلى "الانعتاق من النصوص العاطفية".

أما أحمد التيهاني فقد تحدث في مداخلته عن "النفس القومي في شعر الحربي"، مؤكدا أن الحربي "قد يكون الوحيد من جيله الذي ما زال يوظف الشعارات القومية في معظم قصائده، فيمكن أن أقول هنا إن الحربي شاعر يحمل قضية، تربت ذائقتنا على شعره وهو يغني بالقصيدة مما جعله من المميزين من شعراء الثمانينات".

ورد الحربي على حامد بأنه ينظر للمرأة باحترام كبير وقال "لا يوجد ما يعادل عطاء المرأة". كما ردت العلي على حامد بأن لديها نصوصا أخرى غير عاطفية.

وفي رده على تساؤل التيهاني قال الحربي: أنا عربي الانتماء واللسان، ولكني لا أردد شعارات، كل ما في الأمر أنني أحب وطني العربي الكبير. وأضاف: بعض العرب يساهمون في هدم لغتهم، ولذلك لا بد من إعادة دور الشاعر الذي يطرح الأمل في قلوب الناس بدلا من الاستسلام والهزيمة.

واختتمت الأمسية بكلمة لرئيس نادي أبها الأدبي أنور خليل شكر فيها الحربي على تلبية الدعوة.

ثم توجه الحربي لتوقيع ديوانه في قاعة النادي، حيث انتظم الحاضرون ومن ضمنهم بعض الأطفال، في طابور طويل لأخذ توقيع الشاعر الحربي على إهداءاته لهم من ديوانه الجديد "حديث الهدد".