أعلنت وزارة الثقافة المصرية أول من أمس أن 40 شركة عالمية متخصصة تقدمت للمنافسة في المسابقة الدولية التي طرحتها لتنفيذ المرحلة الثالثة والأخيرة من مشروع متحف مصر الكبير، والتي تتضمن إنشاء المبنى المتحفي وصالات العرض الداخلي وتستغرق 26 شهرا.

وقال وزير الثقافة المصري فاروق حسني إنه سوف يتم اختيار 5 من هذه الشركات عن طريق شركة الإدارة الدولية التي تتولى الإشراف على المشروع, ويتم عمل مناقصة محدودة بين الشركات الخمس ليتم اختيار إحداها أو أكثر من شركة تتضامن فيما بينها لتنفيذ هذا المشروع.

وتابع حسني "إن المتحف الكبير هو المشروع القومي العملاق الذي سوف تحتفي به مصر لمدة قرن قادم من الزمان، كما وصفته العديد من الصحف والمجلات العالمية بأنه أهم وأكبر مشروع ثقافي في القرن الحادي والعشرين حيث يقام على مساحة 117 فدانا ويستوعب حوالي 100 ألف قطعة أثرية تحكي تطور الحضارة الفرعونية بتكلفة إجمالية حوالي 600 مليون دولار".

وأوضح حسني أن أهم المعروضات أو القطع التي سيضمها المتحف ستكون هي كنوز أو آثار الملك أو الفرعون الذهبي الطفل توت عنخ آمون, التي سيتم نقلها من المتحف المصري, وسيتم بناء نموذج للمقبرة, كما تم اكتشافها أول مرة, وكما هي موجودة في وادي الملوك بالبر الغربي بالأقصر، وكذلك سيتم نقل مراكب الشمس من جوار هرم خوفو الأكبر بالجيزة إلى المتحف الجديد, وكذلك سيتصدره تمثال رمسيس الثاني الرائع الذي تم نقله من ميدان رمسيس, فيما تربط المعامل والمخازن بالمتحف عبر ثلاثة أنفاق تحت الأرض.

من جانبه، قال مستشار وزير الثقافة المدير التنفيذي لمشروع المتحف المصري محمد غنيم إنه تم تعيين حوالي 122 فردا على قوة المتحف ما بين مرممين وعمالة فنية، وأساتذة متخصصين في علوم الكيمياء والطبيعة والليزر والأنثروبولوجي والطب البشري للإشراف على عمليات ترميم ونقل الآثار والمومياوات والتي بدأت بالفعل حيث تم نقل آلاف القطع الأثرية من مختلف المتاحف والمخازن المتحفية بشتى أنحاء مصر والتي اختيرت بعناية لعرضها بالمتحف إيذانا لبدء العمل واستقبال زوار المتحف عقب افتتاحه.

وأضاف غنيم أنه سيتم نقل باقي القطع الأثرية المختارة إلى المتحف تباعا طبقا لجدول زمني محدد ومخطط له سلفا، حتى يتم الانتهاء من نقل كافة القطع والتي تبلغ 100 ألف قطعة أثرية، مشيرا إلى أنه يتم حاليا تنفيذ خطة لتدريب كافة العاملين والمرممين والفنيين للعمل بالمتحف وذلك لرفع قدراتهم الفنية، كونهم يعملون بأهم وأكبر متاحف الآثار.

ويمثل مشروع المتحف نموذجا رائدا وحضاريا لعمارة المتاحف حيث يضم أكبر وأعظم مجموعات التحف الفرعونية في العالم، وقد خصص للمتحف 117 فدانا علي بعد 2.5 كيلومتر من هضبة أهرامات على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي وتبلغ المساحة المبناة حوالي 120 ألف متر مربع، كما سيحتوي المتحف على 100 ألف قطعة أثرية تغطي 3500 عام من تاريخ القدماء المصريين، إضافة لحوالي 25 فدانا من الخدمات والحدائق العامة والمناطق الترويحية تتاح على مدار 24 ساعة يوميا بما فيها من متنزهات مشكلة من الكثبان الرملية وحدائق منسقة بالنباتات والزهور الفرعونية وحديقة المعابد التي تحتوي على التماثيل الفرعونية الكبيرة.

ومن المتوقع أن يصل عدد زوار المتحف عقب افتتاحه إلى 5 ملايين سائح سنويا بمعدل 15000 زائر يوميا ليزداد هذا العدد بعد سنتين إلى 8 ملايين سائح.

ويتميز المتحف بأحدث الأساليب التكنولوجية للعرض المتحفي والثقافي، متجاوبا مع متغيرات التكنولوجيا والاتصالات في الألفية الجديدة ليكون الأول من نوعه في استخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي في العرض. وعلى صعيد آخر سيكون المتحف مركزا عالميا للاتصالات المتحفية عن طريق استخدام شبكات الأقمار الصناعية في الاتصال المباشر مع المتاحف الهامة عالميا ومحليا، كما سيشمل متحفا للأطفال يخاطب كافة المراحل العمرية لتربية الأجيال الجديدة أثريا وثقافيا بالإضافة إلى قاعات وعروض متحفية مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة.

كما يحتوي المتحف على مركز للمحاضرات والعروض المسرحية والأوبرالية ومركز عالمي للبحوث العلمية وتدريب الكوادر البشرية العاملة في مجال المتاحف والفصول التعليمية لتدريس تاريخ وفنون الحضارة القديمة وورش للحرف والصناعات اليدوية التي أتقنها الفراعنة. كما يضم المتحف أكبر مكتبة متخصصة في علم المصريات.