يوحي الخبر الذي يتصدر موقع وزارة التعليم العالي على الإنرنت والخاص بحلول المملكة ضيف شرف في معرض "براغ" الدولي للكتاب 2011 بالعاصمة التشيكية ،بأن الحضورالثقافي السعودي في المعرض سيكون لافتا، وهو ما يتمناه الجميع، خصوصا أن الإنتاج الثقافي السعودي أصبح حاضرا بشكل كبيرعلى جميع المستويات . ففرصة ذهبية مثل "ضيف الشرف" في معرض دولي يجب ألا تفوت دون إحداث صدى وتأثير واضح في المتلقي، خصوصا المتلقي الجديد على شاكلة زائر معرض "براغ" . أقول هذا وأمامي التصريح الصحفي الذي صدر عن اكتمال استعدادات التعليم العالي لهذا المعرض ، والذي أورد أن الجناح السعودي سيحتوي على معرض للكتاب السعودي يضم 1000 كتاب تتوزع على اللغات العربية والإنجليزية والتشيكية، وقسم للفنون التشكيلية ولوحات للخط العربي ومكتبة للطفل ومجسمات للحرمين الشريفين،وخيمة شعبية وركن للأزياء والمشغولات التراثية، إضافة إلى البرنامج المنبري المصاحب الذي أرى أنه مقنع إلى حد ما.

ولكن التساؤل الذي يدور دائما، هل الآلية التي تتبع في اختيارالأعمال الكتابية والمشاركين تعطي صورة حقيقية عن الأدب السعودي والثقافة السعودية ؟

فمثلا ،هل من المعقول أن يشارك كاتب وإعلامي واحد بستة كتب دفعة واحدة ،هي في مجملها كتب توثيقية شخصية أحدها عن المشاركة المنبرية للمؤلف ؟ . وفي ذات الوقت لا تجد مؤلفا واحدا ضمن القائمة المشاركة لأي من الفائزين بجائزة البوكرالعربية(عبده خال أو رجاء عالم ) ؟ على سبيل المثال . هذا لا يعني أن المبدعين الذين اختيرت كتبهم ليسوا نجوما في سماء الإبداع ، بل العكس معظم الأسماء لها حضور كبير حتى على المستوى العربي ، لكن المحير هنا أن بعضهم له في المعرض عدة مؤلفات، في الوقت الذي لا وجود لآخرين لهم من الشهرة والإبداع ما يشهد به القاصي والداني ..!!.

ولكي لا يعتقد أحد أنني أوجه اتهاما لهذا أو ذاك ،أو أنني ممن يفسرون الأمور على نظرية "تعمد التغييب" . فإنني أؤكد أن تفسيري الوحيد أن الأمرلا يعدو كونه ضعف اجتهاد في البحث عن المتنوع ، والاقتصار على ما طالته اليد في لحظة الإعداد للمعرض ..!!..

ما أود الوصول إليه هنا هو أمنية على المنظمين ، أنهم لو حاولوا إعطاء الفرصة لعدد أكبر من الكتاب والمؤلفين السعوديين ( من الجنسين) وذلك بالاقتصار على مؤلف واحد لكل كتاب ، يتم اختياره بعناية ، لكي يمثل أقصى مرحلة إبداعية وصل لها الكاتب، حينها سنجد في الجناح السعودي 1000 كتاب لـ 1000 مؤلف . بالطبع لا يمكن الإلمام بجميع ما صدر والحصول عليه، ولا يمكن إرضاء الجميع فهي "غاية لا تدرك"، ولكن الاجتهاد في التقصي والبحث كان سيعطي نتيجة أكثر إبهارا .