تقول الشاعرة الإيرانية فروغ فيرخزاد في تنويمتها لصغيرها قبل مقتلها: "اعلم أن صراعي لم يكن سهلاً أمام هؤلاء الزهّاد الأتقياء الكذبة، إن مدينتي ومدينتك، أيْ طفلي الحلو، كانت على الدوام عشاً للشيطان" ألا تبدو إيران كذلك؟ أعني عشاً للشيطان كما وصفتها فروغ تماماً!، يذكر أن الخميني قائد الثورة الإيرانية بعد تسلمه السلطة ـ التي كان أشار في منفاه إلى عدم رغبته فيها ثم غير رأيه بعد وصوله إلى طهران ـ قام بإغلاق الصحف والمجلات، وعندما قامت الاحتجاجات رد عليهم قائلاَ: "كنا نظن أننا نتعامل مع بشر، من الواضح أن الأمر ليس كذلك". ربما ذلك يفسر التعامل غير الإنساني من قبل النظام الإيراني مع شعبه مما جعل "الاتحاد الأوروبي يجدد إدانته الشديدة لاستخدام التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية غير الإنسانية، داعياً السلطات الإيرانية الى الارتقاء بمستوى التزاماتها الدولية الخاصة بحقوق الإنسان".
وليس ذلك فقط، فالإحصائيات تشير إلى أن بلداً نفطياً كإيران 45% من أفراد شعبه تحت خط الفقر، لكن الدكتور محمد الموسوي يرفض تلك النسبة ويشير إلى أنهم 75%، معللاً ذلك بالصرف الجنوني على التسلح وصناعة القنبلة النووية. مما يطرح سؤالاً لمَ تقود إيران المعارك الكلامية في العالم والتهديدات الفارغة لجيرانها؟
في الحقيقة أن النظام الإيراني يغطي عجزه عن منح شعبه حقه في حياة كريمة عبر التنديد بشعوب أخرى وحكومات تتمتع شعوبها بالأمن وبمستوى معيشي كريم مثل المملكة العربية السعودية التي تمثل للنظام الإيراني ذكرى موجعة، فبالإضافة إلى صفوية هذا النظام وكرهه للعروبة منذ لحظة هزيمة فارس أمام العرب ودينهم، ها هي الهزيمة تتجدد أمام بلد يحظى باحترام العالم ويقدم نموذجاً عربياً مسلماً لدولة عظيمة قادرة على التعامل بحضارة مع العالم وبإنسانية مع أفراد شعبها باعتبارهم بشراً لا كما يرى الخميني، أو يدعي نجاد عبر تهديداته المتحذلقة تجاه المملكة والتي تجبرك على الضحك، فهو يعلم أنه غير قادر على مهاجمة المملكة، أما نصيحته بخصوص الثقة في أمريكا فإن الرجل يبدو ـ والله أعلم ـ لا يعلم أننا نثق بالله عز وجل وبمعيته، فبلادنا لم تقتل الحجيج في نفق المعيصم مثلاً، بل أكرمت وفادتهم ورعت الحرم بدءاً من المليك إلى كل فرد من هذا الشعب، وهو ما نتوجه به لله عز وجل ليكون معنا ضد من يعادينا، بينما هو خالي الوفاض من كل هذا، ويبقى تهديده غباراً تذروه الرياح، وما صمت المملكة عليه إلا ثقة في الله عز وجل ثم في قوتها وشجاعة رجالها.
نحن في بلادنا تجمعنا ثلاثة أمور غير قابلة للتجزئة، أولها الإسلام و(كل المسلم على المسلم حرام)، وثانيها أننا نشترك في محبته صلى الله عليه وسلم ومن محبته أن نسمع نصيحته (ألا فلا ترجعُن بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)، ومن ذلك خطابات التخوين التي تشجع على الفرقة بين أبناء الشعب الواحد، كما أننا جميعاً سعوديون بقدر متساوٍ، فلا أحد أكثر سعودية من الآخر لمجرد أنه من الطائفة كذا أو الفكر كذا، فلِمَ المراء؟