من الأمور التي تحدث بين الحين والآخر، دون أن تجد لها مبررا منطقيا ولا هدفا يسوغها، القوائم التي تصدر تباعا عن أفضل وأقوى الشخصيات العربية وأكثرها تأثيرا، وإن كنا لا نعلم عن الأعمال التي قام بها هذا أو ذاك ليصبح مؤهلا لحيازة لقب أفضل أو أقوى شخصية عربية، إلا أننا نفاجأ بأسماء وشخصيات سعودية تباهي بانتسابها إلى مثل هذه القوائم الكاريكاتيرية وتضعها في سيرتها الذاتية.. وهي ممن ليس لهم أي تأثير يذكر في مجتمعنا نحن السعوديين، فكيف أصبحت مؤثرة على مستوى العالم؟ إلا إن كان المقصود هو الأثر المحبط الذي تتركه في نفوس من حولها نتيجة سقوطها وفشلها المتكرر مما يدعو إلى التعاطف معها، فيكون وضع هذا الرجل أو ذاك ضمن هذه القائمة المضحكة، من باب (جبر الخواطر)، ولو تأملنا قليلا في بعض هذه القوائم لوجدنا أنه سيكون يوما ما باستطاعة أي كان أن يكون ضمن قائمة أفضل أو أقوى الشخصيات العربية تأثيرا بفضل الجهات المطاطية المنظمة لمثل هذه القوائم، فهي قائمة قابلة للتمدد حتى تشمل الجميع، فإن كنا قبلنا في السابق وعلى مضض أقوى عشر شخصيات عربية ونحن نضرب أخماسا بأسداس ونعدد على الأصابع مآثر هذا أو ذاك في محاولة يائسة منا للاقتناع بعدالة هذا التصنيف، فإن هذه القوائم مازالت توالي الصعود حتى وصلت بنا إلى حدود الخمسمئة شخصية مؤثرة وتجاوزناها إلى أفضل ألف شخصية عربية، و"عقبال" ما نحتفل بالمليونية الأولى من أفضل الشخصيات العربية، والتى أتمنى أن تكون شملت محمد البوعزيزي ووائل غنيم ولو تجاوزا.
لا بد لكل منا أن يجد له مكانا (وبسرعة) في إحدى قوائم التفضيل بأفعالها المتعددة، من أقوى وأفضل وأجمل و"أفضع" (بغض النظر عن مصداقيتها)، فليس هذا الأمر بالمستحيل أبدا خاصة عندما تعرف أن العقيد معمر القذافي وإن لم يفز بالأقوى والأفضل والأكثر عدلا وديموقراطية، إلا أنه فاز بلقب أجمل عيون حسب استفتاء قامت به مجلة بيبول الأمريكية. فهنيئا لكل من شملته هذه القوائم المضحكة.